يقصد سنويا عشرات الآلاف من المصريين والأجانب واحة سيوة التابعة لمحافظة مرسى مطروح، في فترة محددة كل عام ما بين شهري أغسطس حتى المنتصف من سبتمبر، وذلك لكي يدفنوا أجسادهم في رمالها الساخنة طلباً للاستشفاء من أمراض عديدة، أشهرها أمراض العظام والروماتيزم والروماتويد والأملاح.
وتشتهر واحة سيوة بمناخها شديد الحرارة في هذه الفترة، حيث تبلغ درجة الحرارة فيها 35 و45 درجه مئوية، ورغُم ذلك تَظل قبلة للسياحة بأنواعها، ومن أهم أنواع السياحات التي أصبحت تستقطب المئات من المصريين والعرب والأجانب أيضاً، السياحة العلاجية نظراً لوجود حمامات الرمال الساخنة.
وتعالج رمال سيوة ومناخها الحار عدة أمراض، منها أمراض السمنة، وأمراض العظام بأنواعها بداية من الانزلاقات الغضروفية، وحتى أمراض الروماتيزم والروماتويد، والأملاح، ولذلك يقصدها بعض المرضى الذين تتحسن حالتهم بالدفن في الرمال الساخنة بسيوة.
وتعتبر منطقة جبل الدكرور بمدينة سيوة، هي المقصد الأشهر لطالبي السياحة العلاجية خلال شهور الصيف، حيث موطن حمامات الرمال.
وأشار عبدالرحمن الدميري، شيخ مشايخ سيوة، إلى أن السياحة العلاجية بسيوة كانت معروفة منذ عهد الفراعنة، والمراكز الحالية تُقدم خدماتها للزوار من إقامة وخدمات معيشية بكل ترحاب. كما أوضح الدميرى أن "البرنامج العلاجى يبدأ بالتعرف على حالة المريض وتاريخه المرضي، لنطمئن إلى قدرته على تحمل سخونة الجو، حيث تتراوح درجات الحرارة بسيوة في موسم السياحة العلاجية من شهر أغسطس حتى شهر سبتمبر بين 35 و45 درجة مئوية".
وأوضح أن خطوات العلاج تبدأ منذ الصباح الباكر، حيث يتم تجهيز عدة حفر برمال بمنطقة جبل الدكرور حتى تتشبع بالحرارة، ويتم تخصيص أماكن خاصة بالسيدات، وتقوم بخدمتهن سيدات وفتيات متخصصات، وأماكن خاصة بالرجال يخدمهم الشباب والرجال.
وأضاف أبوالقاسم محمد، أحد المشرفين على عملية تنظيم الإعاشة بمنطقه الدكرور ، أن كل مريض يتناول الإفطار في الصباح، ويُمنع الأكل عن المريض قبل ردمه بحفرة الرمال بساعتين، وعند الظهيرة تتم عملية دفن المريض بالحفرة، ويمكث بها من 10 إلى 15 دقيقة، ويتم وضع مظلات من الخوص والقماش فوق رأس المريض حتى لا يتعرض لضربات الشمس.
ويتم إخراج المريض من الحفرة بالتدريج، وكلما خرج جزء من جسده يتم لفه جيداً باستخدام غطاء من الصوف، وينقل إلى داخل خيمة مُحكمة الغلق يتم إقامتها منذ الصباح بجوار حفر الردم.
وتكون الخيمة مغلقة تماماً ويمكث بها المريض من نصف ساعة إلى ساعة، بحسب قدرته على التحمل، حيث إن حرارتها تكون أكثر ارتفاعاً من حرارة الجو خارجها.
كما يتم إعطاء المريض مشروبات ساخنة تساعد على إفراز العرق، كالحلبة الحصى والنعناع والينسون، ويُمنع تعرض المريض لتيارات الهواء، لذا يجب أن يلتزم بارتداء الملابس الثقيلة قبل خروجه من الخيمة، كما ُيمنع من تناول المشروبات أو الأطعمة المثلجة، أو الجلوس في أماكن رطبة أو مكيفة.
وأكد الدميري أن المريض يستمر تواجده بالمركز العلاجي من 3 أيام حتى أسبوع، وفقاً لحالة المريض، وفي نهاية البرنامج العلاجي يتم تدليك الجسم وعمل المساج للمريض باستخدام زيت الزيتون.
كما أوضح الدكتور خالد مسلم أن الدفن في الرمال لا يتم بسيوة إلا في فترة الصيف، ويرجع ذلك لطول فترة النهار وارتفاع درجة الحرارة، وفيها الشمس تكون عمودية أطول وقت ممكن على الرمال التي ترتفع درجة حرارتها وينعكس مكونها على جسم المريض.
ويضيف مسلم أن جسم المريض أثناء عملية الدفن يكون مفتوح المسام تقريباً ودرجة حرارته مرتفعه جداً، وعند إخراجه من الحفرة تأتي أهم مرحلة هنا وهي لف الجسم بغطاء صوف بإحكام، ومن ثم إدخاله الخيمة المغلقة وتقديم المشروبات الساخنه له حتى يبدأ الجسم في إفراز العرق.
يقوم كل مريض بعمل تقرير طبي قبل دفنه في الرمال لتحديد حالته، ويُمنع علاج مرضى القلب والضغط المرتفع.
قد يهمك أيضا:
وزارة السياحة المصرية تستضيف وفداً صينياً لدعم السياحة الصحراوية والشاطئية
إنارة واحة سيوة والمباني الحكومية في مطروح بالطاقة الشمسية