كتب د. أنطوان الشرتوني في صحيفة “الجمهورية”:
يستريح حالياً الأطفال في منازلهم. يلعبون، ويتسلّون، ويشاهدون التلفاز… ولكن الأهل لا يستريحون أبداً خلال هذه الفترة. فتحتاج سلوكيات الأطفال إلى الكثير من صبر الأهل لمعالجةٍ سليمة. ولا يمكننا أن نتعامل مع الطفل وكأنه شخص راشد. بل علينا دائماً التذكّر أنّ الطفل بحاجة للعب ولاقتراف الأخطاء للتعلّم منها. ولكن كيف يمكننا كأهل معالجة «هفوات» أطفالنا حتى لا تتحوّل الأمور من سيّئ إلى أسوأ؟ ما هو دور الأب والأم في هذا المضمار؟ وهل الهدوء و«النفَس الطويل» هما الطريقة المناسبة لمعالجة تصرفات أطفالنا داخل المنزل وخارجه؟
خلال الصيف، تكثر المشاوير والزيارات العائلية. فتتوجه العائلة لقضاء نهار ممتع عند بيت الجد والجدة في إحدى القرى الجبلية. أو تقرّر تمضية وقت ممتع على شاطىء البحر… مهما كان قرار العائلة، هناك مشكلة تتكرّر في كل مشوار، وهي الهفوات التي يقوم بها أطفالنا. فكم من المرات نشاهدهم، يصرخون من دون توقف على أطفال آخرين لسبب غير مفهوم، أو يرمون أرضاً ساندويشاتهم بعد تناول قضمة واحدة منها، أو حتى يضحكون دون توقف… وحتى لو طلب الأهل منهم التوقف، تسوء الحالة أكثر. لذا، هناك تصرفات يجب أن يتحلّى بها كل أهل لتفادي المشاكل.
المعالجة المناسبة
في بعض الأحيان، يقوم الطفل بسلوكيات غير مستحبّة. مثلاً، خلال مشوار خارج البيت، أو خلال إحدى الزيارات، على الأم والأب أن يستدركا الواقعة من خلال التصرفات التالية:
أولاً، عدم إجبار الطفل على القيام بشيء. فنرى بعض الأحيان الأهل يجبرون أطفالهم على تقبيل الزوّار أو تناول طبق ما أو حتى للعب مع أطفال آخرين… لا يجب أبداً إجبار الطفل على القيام بشيء، ولكن يمكن التفسير له بأنّ «تقبيل الجد والجدة سيجعلهما مسرورين…». فمن خلال المنطق والهدوء، يمكن معالجة الأمر بعيداً من التوتر والعصبية.
ثانياً، في حال بدأ أحد الأطفال بالبكاء، من المهم أن يأخذ الأب أو الأم الطفل بين ذراعيه والتحدث معه بهدوء عن سبب بكائه، كما يمكن للأهل أن يطمئنوا الطفل وألّا يجبروه على فعل أيّ شيء. كما يمكن للأم أو الأب تقبيله لـ«تطرية» الأجواء ودفع الطفل للضحك.
ثالثاً، إذا إستمر الطفل بمماراسة الهفوات الشقيّة، يجب أن يفهم الأهل بأنّ طفلهم في حاجة للحرية ولللعب، وأن لا يقيدوه طول الوقت. يمكن للأم أن تستأذن من العائلة وأن تبقى بقرب طفلها الذي يلعب، ثم تتناوب على مراقبة الطفل مع الأب.