بيروت - بولين فاضل
قبل سنة ونصف السنة شاءت الصدف أن تكون ميريام فارس ضيفة رابعة الزيات على قناة «الجديد» لتغني وتتحدث في أمور فنية وشخصية لها علاقة بالماضي والحاضر والمستقبل، ومن جملة الأمور التي سئلت عنها هي رؤيتها للموت، فكان ردها أنها لا تخشى الموت وإنما المرض وهي تنحاز إلى الموت الذي لا يربك الآخرين، وحينها قالت عن المرض: «الله لا يجيبه لديار حدا لأنه صعب».
بعد أشهر على هذه المقابلة، شاء القدر أن تختبر ميريام المرض مع تقييم وتكتم من جانبها على طبيعته ما ضاعف من التكهنات والشائعات التي بالغت في توصيفه وصولا حتى إلى الادعاء بأن المرض هو من النوع الخبيث والخطير وليس إلا سرطان الدم.
وتعمدت ميريام، التي كانت تتمنى لو أن الشائعات لم تنتشر ولم يعمد البعض إلى تضخيم حالتها الصحية والمرضية والذهاب بعيدا في التحليلات والافتراضات، في مرحلة معينة عدم الرد أو التوضيح لكونها لم تشأ الإضاءة على المسألة رغم حدة الشائعات، أما حين دخلت فعليا مرحلة الشفاء، فقد وجدت نفسها مضطرة لتبرير مرحلة الغياب والحديث عن تجربة المرض مع تحاشي الدخول في تفاصيله ونوعه، لذا ظهرت لتقول ما تريد هي قوله باقتضاب مؤكدة أن «لا أحد فوق رأسه خيمة» وكل فرد معرض للمرض أو لفقدان عزيز أو قريب الأمر الذي يسبب له بطبيعة الحال الضيق والعذاب، مضيفة أن القدر شاء أن تعرف أزمة صحية رغم أن أحدا لا يتوقع لنفسه هذه الظروف، وتصف هذه الأزمة بالقاسية والصعبة جدا لكن المهم انها اليوم في مرحلة الشفاء والأيام الصعبة باتت وراءها وهي بالتالي في تحسن مستمر يوما بعد يوم.
وميريام، التي اختبرت بقوة معنى الألم، تصلي اليوم لشفاء كل من يقاسي ويتوجع، لاسيما انها زادت إدراكا وقناعة بأن لا شيء في الدنيا يعلو أهمية على الصحة، وفي مقاربة إيجابية لما اختبرته، ترى أن ما حصل جعلها تلمس عن كثب مقدار محبة الجمهور العربي لها وحرصه على عافيتها، معتبرة أن الناس لا تهمهم معرفة طبيعة مرضها بقدر ما يعنيهم الاطمئنان إلى كونها تجاوزت الأيام المؤلمة.
وتبدو ميريام فارس، بعد عودتها إلى نشاطها الفني وإحياء الحفلات وآخرها مهرجان موازين في المغرب، مفعمة بالتفاؤل والطاقة الإيجابية، لاسيما انها عمدت أخيرا إلى الانتقال لدارة جديدة وأشرفت بنفسها على ديكور البيت وطابعه الذي غلبت عليه اللمسة المغربية، خصوصا انها استقدمت من مراكش بعض الأشياء التي كانت تحتاجها لاكتمال خصوصية المنزل.
ميريام المعروفة بعلاقتها الوطيدة باللون المغربي اختارت برلين لتصوير أغنية مغربية جديدة لها تقوم على الإيقاعات الريفية، وهي تتعاون فيها للمرة الثانية مع الفنان المغربي عبد الحفيظ الدوزي، أما بالنسبة لعودتها إلى التمثيل بعد تجربة الفوازير وفيلم «سيلينا» ومسلسل «اتهام»، فتؤكد انها باتت تحسب للمليون قبل ان توافق على أي عرض تمثيلي، فرغم أن تجاربها كانت جميلة وناجحة، إلا أنها انتهت إلى قناعة بأن التمثيل غاية في الصعوبة ويفوق الغناء مجهودا وتعبا، مشيرة الى أنها تقدر كم يبذل الممثلون من طاقة خارجية وداخلية لإيفاء كل مشهد حقه وإقناع المتلقين.