رغم أن بعض المؤثرات غير جيدة، والفيلم يفتقر لأي منطق، إلا أن النكات في «Dora and the Lost City of Gold» رائعة للغاية وطاقم الممثلين ممتاز، وإذا كنت من محبي المسلسل الكرتوني، أو حتى والد لأحد المعجبين به، فستستمتع بهذا العمل.
لقد امتد مسلسل «Dora the Explorer» الكرتوني لأكثر من عقد وتمت ترجمته لعشرات اللغات، وهناك جيل من الأطفال الذين غنوا مع الخريطة وأخبروا الثعلب «سنقر» ألا يسرق، وتابعوا المستكشفة الصغيرة وقردها في مغامراتهما، وبالرغم من أن النسخة السينمائية من المسلسل الشهير تبدأ في المرحلة التي كانت فيها «دورا» وابن عمها «دييغو» صغارا، إلا أن «دييغو» يضطر للسفر إلى لوس أنجيليس وترك الأدغال، لتبقى «دورا» وحدها تعيش مغامراتها بمفردها، ويستمر هذا الأمر لعشر سنوات، لتصبح صغيرتنا «دورا» فتاة ناضجة، فتخيل ما سيحدث معك لو كنت لا تتسكع سوى مع قرد وبعض الحيوانات في الغابة ووالديك البروفسورين؟
دورا (إيزابيلا مونير) لم تنضج حقا، فهي تغني لنفسها وتتحدث مع الحيوانات وتركز كثيرا على بحث والديها (إيفا لانغوريا ومايكل بينا) عن مدينة «باراباتا» الإناكية المفقودة، وعندما يرسلانها لتعيش مع جدتها وعائلة ابن عمها، أصبح لزاما عليها أن تستكشف أدغالا جديدة، وهي المدرسة الثانوية، وللأسف ليس لدى الفتاة المسكينة أية فكرة عن الحياة هناك، فهي لم تر في حياتها حافلة مدرسة، وتحمل حقيبة ظهر مليئة بمعدات الطوارئ التي تطلق إنذار كاشف المعادن بالمدرسة من على بعد كيلومترات، وهي إيجابية للغاية، لكن دييغو (جيف وولبيرغ) لا يريد أن يراه أحد برفقتها، وعبقرية المدرسة سامي (مادلين مادن) لا تستطيع تحمل فكرة أن الفتاة الجديدة ذكية بمقدارها.
يقدم الفيلم قصة مدرسة ثانوية تقليدية، مع بطلة تبدو وكأنها في العاشرة أكثر من كونها بعمر الـ 16، ومن المفاجئ أن القائمين على الفيلم قرروا عدم إبقاء الأطفال في سن المراهقة، بالرغم من أنهم يتصرفون على هذا الأساس، لكن سيكون من الملهم للأطفال الصغار التطلع لطلاب الثانوية بتلك الطريقة.
إن طاقم الممثلين اليافع مليء بالمرح بشكل غير متوقع، حتى عندما يؤدون أدوارا نمطية، ومن أبرزهم راندي (نيكولاس كومبي) المهووس بالدراسة، والذي يؤدي دور المهووس النمطي لكنه رائع، وقد ترى نفسك في «راندي» الذي لديه خبرة كبيرة في ألعاب الفيديو، وما أن تدخل الشلة إلى معبد (والتي تعرضت للخطف لمساعدة أشرار في العثور على والدي «دورا» واكتشافهما)، ستجد «راندي» يحل كل الألغاز والفخاخ لأنه يمضي الكثير من وقته في لعب «Tomb Raider» بالطبع، وبالنسبة لشخص قام بنفس الشيء، يكون ذلك متوقعا.
نعم إنه المهووس لكنه قريب من المشاهد ومن السهل أن تحبه، ونجد الفتاة «سامي» التي تظهر بملابس كالعجائز وتتهم «دييغو» بأنه عنصري ضد النساء، وقد يجعلكم هذا الأمر تفزعون للحظة، معتقدين أنها تلعب دور المطالبة بالمساواة الغاضبة، لكن يتبين بعد بعض الوقت أنها كانت تضع نفس الحواجز التي يضعها «دييغو»، الشاب الذي يشعر بالحرج الشديد من ابنة عمه المنفتحة، وكان من الرائع أن نرى الصداقة مع فتاة أخرى تذيب قلبها البارد بدلا من أن يكون السبب حبها لصبي.
يسلط «Dora and the Lost City of Gold» الضوء على كسر الحواجز، وكم من الصعب أن يكون المرء على طبيعته مع الآخرين.
فإذا كنت تشعر أنك شخص غير مرئي، فعليك أن تجعل شخصيتك قوية لتبرز بين الجميع، سواء جعلك ذلك محبوبا أو متفوقا أو فتاة قاسية أو مهووس دراسة، فلطالما كانت «دورا» وحيدة مما سمح بتطوير اهتماماتها وشخصيتها بطريقة نقية، وهذا يغير جميع من حولها للأفضل.
من الصعب التفكير برسالة ألطف يمكن لفيلم يستهدف الأطفال أن يقدمها، قد تكون فكرة أفلام المدينة المفقودة فكرة مستهلكة ولكن لم تقد من قبل بهذا الشكل الطفولي الذي من شأنه إيصال رسالة لكل طفل يشاهد «دورا»، وقد يكون من المفيد أكثر للبالغين من الآباء لتعليم وتنشئة أبنائهم على أن يكونوا شجعانا وفخورين بأنفسهم دون خجل.