وقع الأديب محسن يمين كتابه الثامن عشر “من خلف البحار” برعاية المغترب سركيس يمين ومنشورات “البيت الزغرتاوي” في مبنى الكبرى الأثري في إهدن، في حضور رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه ممثلا بالإعلامية ماريا يمين، رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض ممثلا بالشيخ هنري معوض، النائب السابق الدكتور قيصر معوض، رئيس بلدية زغرتا اهدن انطونيو فرنجية، المطران بولس اميل سعادة ممثلا بالدكتور بول سعادة، المهندس زياد مكاري، رؤساء جمعيات ثقافية وحشد من الأدباء، الشعراء، الفنانين، الإعلاميين ومهتمين.
الحفل الذي قدمته الإعلامية منتورة اسكندر، استهلته بكلمة اشارت فيها الى “ان الأديب يمين ألقى الضوء على أسماء إهدنية وشمالية تجلت في سماء الإغتراب بأسلوب طريف وتقنية عالية موثقا كتابه بالصور والحكايات التي لا يلتقطها إلا من أتقن فن التقميش والتفتيش عن كل جديد، طريف وممتع.
وبرع الإعلامي روبير فرنجية في تقديمه الكتاب بأسلوبه السلس”.
ثم كانت كلمة لرئيس البيت الزغرتاوي انطونيو يمين لفت فيها الى ان “اطلاق من خلف البحار يأتي في إطار اسبوع المغترب”، شاكرا للمؤلف “اهتمامه القيم والحثيث بعالم الإغتراب”، متمنيا “ان يكون إصداره في كل بيت كي يقرأ الجيل الجديد مآثر أهلنا ويتعرف على تعبهم، سفرهم، نجاحهم وحبهم لوطنهم”.
وكانت مداخلة للصحافي إدوار الزغبي تساءل فيها عن “الدافع الذي كان يحض محسن يمين على تأليف كتاب ضخم يصلح لأن يكون بما فيه من مراجع ومصادر وصور رسالة دكتوراه في التاريخ أو الأدب أو الإجتماع؟” مشيرا الى ان “الدافع الأول هو أن الكاتب نفسه كان مشروع مغترب ولد في فنزويلا ولو هو نشأ في تلك البلاد ولم يأت إلى زغرتا إنما كنا خسرنا الكاتب الرائع، الأكول ثقافة، الموسوعي الذي بيننا والذي جمع الحكاية والصورة كما لم يفعل أحد من مجايليه. إذ يقف محسن يمين امام انيس فريحة ومارون عبود، ومن مثلهما روى حكايات وصور، فيضيف إليهم كل نافر ومستغرب وشجاع وحكيم ومبك ومضحك…”.
اما الدكتورة سوزان عكاري فاعتبرت في كلمتها ان “أديبنا المحسن إلى اللغة، صائد الصور الفريدة، والألوان البهية، يتحفنا اليوم بإصدار جديد متقصيا حكايات الأجداد، غائصا في عمق التاريخ ووسع الجغرافيا، في مساحات الحنين، وذكريات من زمن عتيق. فحين يكتب تتراقص الحروف طوع بنانه، تفور بالأسرار تحملك الى عمق التأمل في علم الإجتماع والوجود، لتعود مكتنزا بحصاد المعرفة”.
وتابعت: “استند المؤلف إلى فهرس غني بالوثائق وأوراق رسمية وفق تقنية سرد متقطع أملته المصادفات والتفتيش عن اللقى والمطمورات، وكأنه عالم آثار يعاند لسراب متشبثا بحلم كنز”.
وختمت عكاري: “نحن بحاجة إلى أدباء وباحثين مثل الأستاذ محسن يمين ينشطون في كل المناطق بحثا عن جذور ضائعة خدمة لوطننا لبنان”.
وفي الختام القى الاديب يمين كلمة شكر فيها كل من راعي الحفل، وناشر الكتاب والمنتدين والمشاركين “لمشاطرته الفرحة”، وقال: أردت من خلف البحار أن يكون في مثابة تحية حارة موجهة إلى كل الذين كان الإنتشار قدرهم، لكل الذين نزفهم لبنان من عروقه، وضخوا على مر تاريخ الهجرة العافية في عروقه، ولا يزالون، وكل الذين تعاقبوا على الذوبان في أوطان الآخرين”.
ثم شرب الجميع نخب المناسبة ووقع يمين كتابه للحاضرين.