افتتحت “لجنة جبران الوطنية”، برعاية وزارة الثقافة، وللعام الثاني على التوالي، المهرجان الحرفي الفني والثقافي تحت عنوان “على خطى جبران”، في باحة منزل جبران خليل جبران في بشري، في حضور ممثل وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود الدكتور ميشال معيكي، ممثلة نائبي بشري ستريدا جعجع وجوزيف اسحق ميرنا الشدياق، رئيس بلدية بشري فرادي كيروز، رئيس بلدية حصرون جيرار السمعاني، رئيس “لجنة جبران الوطنية” جوزيف فنيانوس، القاضي الدكتور أنطوني عيسى الخوري، مخاتير بشري، مدراء مدارس، فاعليات ومواطنين من مختلف المناطق.
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني عزفته فرقة موسيقى الكشاف الماروني، ثم قال فنيانوس: “عندما اختارت لجنة جبران الوطنية عنوان هذه المناسبة فلتعيد التأكيد على قيمة لبنان في هذه البقعة من العالم وعلى هويته ودوره ورسالته وموقعه النهضوي، وما يمثل من قيم الحرية والسلام والتسامح والحوار بين الثقافات والحضارات والأديان عبر التنوع والانفتاح على مشارق الأرض ومغاربها، وعبر المساهمة الخلاقة للرواد اللبنانيين بالحضارة الانسانية بوجه عام”.
أضاف: “علينا استحضار جبران في هذه الظروف التاريخية والمصيرية التي يمر فيها لبنان من خلال اعادة قراءة مسائل العصر في ضوء ما اثاره جبران من قضايا حول الدين والاخلاق والسياسة والحرية والعنف والفقر والعدالة الاجتماعية”.
وتابع: “هذا الحدث الرائع هو رسالة وحضور جبران الثقافي والابداعي في ظل ما يعاني منه اللبنانيون اليوم، من خوف على المستقبل وقلق على المصير وعنف الخطاب واستحضار مصطلحات الحرب للتفتيش عن كل شي يفرق”.
وأردف: “بعد 88 سنة على غياب جبران، رأت اللجنة حاجة ملحة على الصعيد الفني والثقافي، لإعادة افتتاح مكتبة جبران التي تضم حوالي 15000 كتاب، وتفعيل معهد جبران الموسيقي الذي يضم حوالي 220 تلميذا اليوم”.
وختم: “جبران هو ضمير الامة وضمير الانسانية”.
بدوره، قال ممثل وزير الثقافة: “يحلو اللقاء هذه العشية برمزيتها الدينية والثقافية والفنية، في رحاب طيف جبران يطيب البوح وتحلو الكلمة. “على خطى جبران” تنعقد احتفاليتكم رسما ونحتا وموسيقى ومسرحا، هو فضاء ومنصة لابداعاتكم وإشارات طيبة واعدة بشعل تثمر في مسار الابداع اللبناني الذي انطلق من مئات السنين مع مطبعة قحيا في واديكم المقدس واستمر مع رجال النهضتين الاولى والثانية ومع جبران والنعيمة والريحاني والرابطة القلمية وصولا الى اليوم”.
أضاف: “قد لا نكون وفقنا كثيرا في الاقتصاد والانماء والتخطيط لكن لبنان يحق له الزهو والاعتزاز بقامات فكرية، فنية وادبية جعلت منه مثالا وقدوة في المحيط والعالم، واعني عالم الثقافة بالتحديد. اننا في وزارة الثقافة نحيي النشاطات الثقافية وندعم الاندية والتجمعات الادبية الفكرية، وهذا واجب وخاصة في المناطق كافة ايمانا منا بإنماء اللامركزية الثقافية”.
وتابع: “لا يتسع المقام للكلام عن عبقرية جبران ونحن في ظلال طيفه الفارع. اما “على خطى جبران” شعار مهرجانكم الثلاثي الايام، فاحتفاء بصاحب “النبي” العالمي واجنحته المتكسرة، وبهذا الارث الهائل في المكتبات والمتاحف. معاصر جدا جبراننا في طروحاته ومواقفه من الحياة والفرد والجماعة وفي السياسة والكيان والحكم والتحرر والاستقلال، فقد قال في المرأة “عرش المرأة هو عرش الله”، وجه امي وجه امتي” وتذكرون قوله عن الحرية “يقولون لي: إذا رأيت عبدا فلا تنبهه لعله يحلم بالحرية. اما انا فأقول لهم إذا رأيت عبدا نائما، نبهته وحدثته عن الحرية”.
وختم: “تحية طيبة من معالي وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود ومني لجميع اصحاب المواهب المشاركين بهذا الاحتفال وللفعاليات الاهلية، تحية التقدير والاعتزاز برئيس واعضاء لجنة جبران الوطنية وبالانجازات الحالية والمستقبلية”.
ثم كان عزف موسيقي لفرقة الكشاف الماروني لأغاني رحبانية وأغاني الزمن الجميل، فجولة على المعرض الفني والحرفي.
يشار الى ان فاعليات المهرجان تستمر حتى الاحد في 18 الحالي، ببرنامج متنوع يشمل ورش عمل فنية وعروضا سينمائية ومسرحية وموسيقية، اضافة الى توقيع كتاب للاب ميشال روحانا الانطوني.