على الرغم من أن «Hobbs And Shaw» لا يشبه في شيء من ناحية الأسلوب والموضوع أول فيلم في سلسلة «Fast And Furious»، إلا أنه يثبت أن هذه السلسلة ما زال لديها ما تقدمه.
قد يكون هذا الجزء أضعف من بعض أحدث الأفلام الناجحة، إلا أنه يقدم الكثير من المرح والأكشن، كما أن أبطاله مدركون تماما لهذه المسألة، ويقدمون السرعة والغضب المطلوبين للتغلب على نقاط الضعف فيه، وقد لا تنجح جميع مشاهد الآكشن واللحظات الكوميدية دائما، لكن دواين جونسون وجايسون ستاثام والنجمة الصاعدة الرائعة فانيسا كيربي يضمنون تقديم ما يكفي من المرح في فيلم «Fast And Furious» لا يتمحور حول السيارات أو السباقات.
يكتمل تطور سلسلة «The Fast And the Furious» مع «Hobbs And Shaw»، فهذا هو الفيلم التاسع من السلسلة والفرعي الأول في أحد أنجح أفلام الأكشن على الإطلاق، فهو مليء بالتلميحات والإشارات الذكية، مما جعله أفضل بكثير من نواح عديدة، بعد ما نفخ «Fast Five» حياة جديدة في هذه السلسلة عام 2011، بإضافة دواين جونسون الى فريق العمل بدور «لوك هوبز» والذي أصبح رمزا لهذا التحول الإبداعي، عبر تصعيد السباقات والمؤامرات الإجرامية الصغيرة عن طريق التعاقد مع الأبطال الرئيسيين لتنفيذ عمليات سطو شديدة الصعوبة لحساب الحكومة، ولم يغادرها جونسون منذ ذاك الحين، وجلب معه قدرا هائلا من الطاقة والسحر اللذين يجعلانه أحد أكثر نجوم هوليوود ترفيها في كل عمل يشارك به.
أيضا، أضافت السلسلة شخصية ديكارد شاو (جايسون ستاثام)، الشريروالذي كان قد ظهر في «Furious 7»، كما لا يتأخر«HobbsAnd Shaw» في جمع البطلين الرئيسين معا، فبعد مشهد افتتاحي يعرفنا على إدريس إلبا بدور شرير هذا الجزء الفرعي السايبورغ «بريكستون لور»، بالإضافة إلى شقيقة شاو الرائعة عميلة الـ«MI6» هاتي (فانيسا كيربي)، نرى بشكل مقتضب بطلينا وهما يعيشان حياتهما الشخصية قبل تلقيهما اتصالا للعمل، يستخدم سيناريو المؤلفين كريس مورغان ودريو بيرس حبكة «الفيروس الذي سيقضي على العالم» القديمة التي رأيناها في معظم أفلام التجسس المليئة بالحماس من قبل، وقد تكون هذه المهمة بالنسبة لـ «هوبز» مجرد عمل آخر كونه ضابطا في الحكومة لإنقاذ العالم، لكنه بالنسبة لـ «شاو» مهمة شخصية لإنقاذ شقيقته، والتي سيتضح لنا انها ليست بحاجة إلى الإنقاذ وذلك لمهاراتها القتالية في الدفاع عن نفسها وخبرتها كعميلة في جهاز الاستخبارات البريطاني.
يمكننا القول إن اسم «شاو» الموجود في عنوان الفيلم يأتي بصيغة الجمع أيضا، لأن هاتي تلعب دورا لا يقل أهمية عن نظيريها الذكرين على مدار الفيلم، وتنجح كيربي في نقل تلك الطاقة الساحرة والمليئة بالحيوية التي استحضرتها الصيف الماضي في فيلمها «Mission Impossible Fallout» إلى «Hobbs And Shaw»، لكن مع دور أقوى هذه المرة، ومع وجود نجوم آكشن كبار جدا مثل جونسون وستاثام وإلبا، فهي الوحيدة بينهم التي عليها أن تثبت نفسها، وتنجح في ذلك، حيث تبدع كيربي في تمثيل مشاهد الآكشن خاصتها، وتضيف جاذبية لكل مشهد قتالي أكثر من الرجال الذين تشاركهم الشاشة، وحتى عندما لا تقاتل، تمتلك ذاك السحر والسلوك اللذين يستطيعان حمل الفيلم خلال حبكته المستهلكة، قد يكون مفاجأة رائعة غير متوقعة أن يتحول الثنائي إلى ثلاثي، لكن أولئك الذين جاءوا لمشاهدة جونسون وستاثام يواجهان الأشرار سيخرجون من السينما تغمرهم السعادة.
لقد أصبحت أفلام «The Fast And the Furious» أكثر إضحاكا وخفة مع مرور الوقت، لكن يمكن اعتبار «Hobbs And Shaw» أول فيلم يمكن تصنيفه كفيلم آكشن كوميدي بشكل فعلي، حيث إن الكثير من المشاهد التي تجمع كلا من جونسون وستاثام على الشاشة مضحكة للغاية، حتى وإن كانت معظم النكات تتمحور حول من يستطيع استعراض عضلاته أكثر.
إن لدى هذين النجمين القدرة على إيصال المادة الكوميدية التي بين يديهما للجمهور فقط بفضل حضورهما على الشاشة والانسجام الكبير بينهما، ويمكن للمشاهد أن يلمس فعليا التنافس بينهما للتفوق على بعضهما البعض في موقع التصوير نفسه، وفي بعض الحالات يبدو أن المخرج ديفيد لينش يجعلهما يصرخان بالشتائم المرتجلة على بعضهما البعض مع لقطات قريبة جدا للكاميرا لالتقاط أصغر تعابيرهما، وينجح فعلا في هذا، وذلك لأن جونسون وستاثام ينجحان أكثر في الكوميديا الجسدية، في تلك المواجهات المضحكة، ويتفوق العمل بجمع النجمين معا، حيث تتفوق جميع مشاهد المعارك باليد، في حين قد تبدو بعض المشاهد الأضخم شبيهة بمشاهد خارجة من أفلام المخرج مايكل باي، مع الكثير من الانفجارات والصور المولدة بالحاسوب (CGI) التي تبدو في بعض الأحيان كعاصفة متداخلة غير مفهومة.
لكن المشكلة الأكبر التي يعاني منها «Hobbs And Shaw» هي مدته الطويلة، حيث يمتد إلى ساعتين وربع، مما يعوقه عن الحفاظ على سحر نجومه بين مشاهد الآكشن الكبيرة، كما أن القصة تتباطأ، ومما لا يساعد أيضا هو أنك عندما تشعر بأن القصة على وشك الانتهاء، يعود النص لتقديم نصف ساعة أخرى من الحبكة، كما أن دور إلبا فيه الذي يدعي بأنه مثل «سوبرمان أسود البشرة» ليس جاذبا أو عميقا بما يكفي للحفاظ على التوتر المطلوب خلال أي من هذين الفصلين، حيث إن «بريكستون لور» عبارة عن شرير سطحي يمثله إلبا ليضيف بعض اللمسات الدرامية بدلا من أن تكون لديه شخصية حقيقية عميقة.