كتب جوزيف طوق في صحيفة “الجمهورية”:
قبل أن نقول لك ولأهلك وأحبابك وشقيقتك وأشقائك الله يرحم روحك الطيبة والمناضلة واللبنانية المظلومة يا حسين فشيخ… يجب أن نقول الله يرحمنا ويحرمنا من جميع هؤلاء السياسيين المتملّقين والمعزّين والوطنيين والإنسانيين والطيّبين والعنفوانيين الذين تهافتوا إلى مواقع التواصل الاجتماعي يكتبون ما يُدمع العين برحيلك، أو أيقظوا سكرتيراتهم بعد منتصف الليل ليبعثوا برقية تعزية تهزّ بكلماتها بدن الأوطان، أو ارسلوا سائقيهم وحرّاسهم الشخصيين بطقّة شمس آب ليختاروا إكليلاً أبيض مثل أخلاقهم يضعونه حول نعشك.
أين كان هؤلاء جميعاً قبل أن تسافر؟ أين كانت وطنيتهم وإنسانيتهم، أنت وتودّع بلدك مرّة جديدة بحثاً عن لقمة عيش حلال حرموك منها؟ أين كان المتملّقون السياسيون عندما كنت تفطر يومياً مرارة الغربة، وتتغدّى ألم البعد، وتتعشّى الوحدة على أفضل سرير تمكّنت أن تستأجره؟
أين كان هؤلاء الذين كانوا السبب، أين كانوا هؤلاء الذين قتلوك ومثّلوا بجثتك، والآن يختارون كرافاتاتهم ليمشوا بجنازتك؟