شكلت إنطلاقة المبادرة الوطنية في زيارتها الأولى إلى الكورة المصنفة رقم واحد في التلوث على مستوى لبنان علامة فارقة ووصفت بالواجهة، للالتفاف الشعبي والرسمي الكبير حولها والإيمان بقدرتها وشفافيتها في العمل البيئي .
تخلل الزيارة محطات عدة استهلت في شكا بإطلالة على معامل الترابة والإسمنت، وبعدها اجتماع موسع في مركز إتحاد بلديات الكورة برئاسة رئيس إتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم ورئيس اللجنة البيئية في الإتحاد رئيس بلدية فيع د. جان عبدالله، وممثلي هيئة المبادرة في الكورة رئيس جمعية وصية الأرض المهندس فارس ناصيف والدكتورة ديانا عبدالله، رئيس مجلس إنماء الكورة المهندس جورج حنا جحى، د. زياد كفوري محاضر في جامعة البلمند في القضايا البيئية .
وضم وفد المبادرة الوطنية كل من الصحافية والأستاذة الجامعية زينة منصور، ا. نديم ملاعب، المحامية حلا كبارة، أحمد الحجار، جهاد خاشوك، لوركا حاتم، منى قاسم، سندريلا أبو شقرا خلف، المهندسة ميرا العياص، جوزيت مارون، حسن الاطرش، هادي درويش، عبدالرحمن درباس وأسامة المصري.
تداول المجتمعون في مركز الاتحاد في اميون بقضايا الكورة البيئية، حيث رحب الرئيس كريم بو كريم بالمبادرة الوطنية في الكورة وعرض لسلسلة الخطوات التي تم إنجازها على صعيد الحفاظ على البيئة ومكافحة التلوث الصناعي وما ينتج عنه من تاثير بيئي سلبي على الطبيعة والبشر والحجر.
وأكد بو كريم أن الاتحاد جاهز للتعاون والمساهمة العملية في مشروع التشجير في الكورة، متوقفا عند ضرورة مساعدة الكورة قانونيا في ملف الشكاوى والقضايا المرفوعة على المعامل نتيجة الاثر السلبي الناتج عنها.
وشدد على أن “الإتحاد لا يقبل بأي شكل من الأشكال أي ضرر يصيب طبيعة وبنية الكورة البيئية الجبلية والبحرية البرية والمائية، وسيتعاون مع المبادرة والجميع من أجل وقف التعديات على طبيعة الكورة التي حولت الكورة إلى منطقة بالغة الضرر البيئي”.
وتحدثت باسم المبادرة الوطنية الصحافية والأستاذة الجامعية زينة منصور فقالت: جئنا اليوم إلى الكورة الخضراء على رأس شباب وشابات المبادرة الوطنية لنعلن تضامنا ومساندتنا لجرح الكورة البيئي في التلوث ولمد يد التعاون القصوى في خطة التشجير وخفض البلاستيك والحملة الشعبية الفرز ووضع كل جهودنا الوطنية في تصرف أهلنا في الكورة وعدم تركهم لوحدهم في مواجهة الأثر البيئي المدمر للصحة العامة والشجر والبشر والجبال والوديان نتيجة عشرات المقالع والكسارات في منطقة الكورة “.
واعلنت بان المبادرة عائدة” إلى الكورة شتاء لإطلاق مشروع تشجيري نموذجي بالتعاون مع بلدية فيع، وتنظيم مهرجان تشجيري في الكورة وكل لبنان لمقاومة الأثر البيئي السلبي الناتج عن المعامل والمقالع في الكورة”.
في المقابل أشار المهندس فارس ناصيف رئيس جمعية وصية ارض خلال مداخلته إلى إجراءات “تحضير كتاب إلى ممثل سيدر في لبنان يوضح الفروقات في سعر طن الاسمنت بين المحلي والمستورد الذي سيستخدم في مشاريع سيدر الإنشائية والتي تتركز بمعظمها على بناء السدود والبنى التحية للبلديات والإنشاءات للكهرباء”.
وأكد رئيس لجنة التشجير في المبادرة نديم ملاعب على “وضع جميع إمكانيات المبادرة من خبرات وخطة تنفيذية عملانية واتصالات مع كافة الجهات المعنية بالمشاتل وزراعة الزيتون والصنوبر والصفصاف والشربين والملول والكينا في تصرف هيئة المبادرة في الكورة بالتعاون مع الاتحاد”، مركزا على العمل لإنجاح مشروع تشجير نموذجي في الكورة.
ولفتت المحامية حلا كبارة النظر إلى أن المبادرة الوطنية تعمل على “جمع ملف موثق بالبيانات والصور لرفع دعوى أمام القضاء الدولى، باعتبار أن ما جرى من آثار بيئية مدمرة على البيئة في كل لبنان والكورة، على رأس القائمة، وبعدها برالياس البقاع وبيروت لناحية المطامر والكسارات والمكبات والمقالع والمعامل الملوثة للمياه والهواء والتربة ، وما نتج وسينتج من فاتورة صحية وخسائر بيئية وسياحية بالمليارات يعتبر جريمة ضد الإنسانية بحق لبنان واللبنانيين”.
وتطرق منسقة لجنة خفض استخدام البلاستيك وتشجيع الصناعات التدويرية جهاد خاشوك إلى أهمية” احداث تعديلات في دفاتر شروط الوزارات المعنية، بشراء واستخدام القساطل والأنابيب لامدادات للري والكهرباء من مادة البلاستيك، ودورها في السوق المحلي لخفض ارتفاع جبال النفايات وعدم استخدامها وسيلة اشتعال في المحارق المتفرعة لما ينتج عن اشتعالها من غازات سامة كالكبريت والنيترات”.
وكانت جولة جماعية للمبادرة بمرافقة رئيس اللجنة البيئية في الاتحاد وهيئة المبادرة في الكورة وشباب وشابات جمعية strong heart إلى معمل الفرز في بشمزين، وكان نقاش في تجربة المعمل الموفقة في معالجة 100 طن شهريا لحالة 12 بلدة في قضاء الكورة من النفايات الصلبة الخالية تماما من المواد العضوية التي يتم معالجتها بالتسبيخ والسماد العضوي.
بعد بشمزين كانت وقفة استشرافية في كفرحزير على الأثر البيئي الناتج عبر عقود من انبعاثات المعامل وحفريات المقالع والمرامل على الجبال والهواء. وجرى زيارة مركز قياس تلوث الهواء وشرح مفصل من قبل د. زياد كفوري على الفحوصات الدورية لنوعية الهواء في الكورة.
وتمت معاينة “جبل النجاص” الذي جرى طحن قمته نتيجة عمل المقالع، وقد ارتدى اللون الأسود نتيحة احتراق خضاره بالانبعاثات الدخانية الملوثة من المعامل.
وفي فيع جرى معاينة العقار المنوي اعتماده نموذجا للتشجير في فيع بالتعاون مع الاتحاد وبلدية فيع في عملية الري والرعاية للغرسات ما بعد الزرع.
وكانت لوفد المبادرة الوطنية وقفة في شكا عند وصولها والتأمل في معامل الترابة والإسمنت واضرارها.