ركّز البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على “أنّنا نشكر الله على أنّنا تجاوزنا الاختبار الأخير الّذي عشناه بمرارةٍ في حادثة قبرشمون الّتي عطّلت عمل الحكومة لمدّة ثلاثةٍ وأربعين يومًا، ووتّرت الأجواء السّياسيّة، وباعدت بين القلوب، وأثّرت سلبًا على الوضع الإقتصاديّ والماليّ. فنرجو أن يكون الاختبار الأخير”، شاكرًا الله على “اجتماع “المصارحة والمصالحة” وعلى اللقاء الاقتصادي والمالي، اللّذين انعقدا أوّل من أمس في قصر بعبدا. فكان الإفراج عن الحكومة المعطَّلة إذ عقدت جلستها أمس السبت”. وشدّد على أنّ “السياسيين اللبنانيين أثبتوا مرّةً أخرى أنّهم خبراء في خلق العقد والتّعطيل وفي حلّها وإعادة الحركة، ولكن بعد خسائر ماليّة واقتصاديّة باهظة تلحق بالدولة والشعب”.
ولفت خلال عظته في قداس الأحد بالديمان، إلى “أنّنا نحيي اليوم الذّكرى السنويّة الرابعة لوفاة المثلّث الرحمة المطران جورج أبي صابر العزيز على قلبنا، الّذي كان لسنوات نائبًا بطريركيًّا عامًّا هنا في منطقة الجبة ودير الأحمر، بعد أن قضى في بداية أسقفيّته ثماني سنوات كأوّل رئيس أساقفة لأبرشيّة اللاذقية، وقد بنى كرسيّها الأسقفي الجميل في طرطوس، وقبل أن يُنقل مطرانًا لأبرشيّة كندا”.
كما شدّد على أنّ “الإنقسام قد بدأ في داخل الدولة عندما لم يتمّ الإلتزام بالدستور المعدّل سنة 1990 بوثيقة الوفاق الوطني، المعروفة بـ”اتفاق الطائف”، لا نصًّا ولا روحًا في مختلف الجوانب. بل ظهرَت ومورست مخالفات له متتالية وأعراف متناقضة، من دون أن تحصّن بقوانين تعدّله وفقًا للأصول”، مفيدًا بأنّ “هكذا بات كلّ فريق يفسّره كما يشاء ووفقًا لمصلحته. ولهذا السبب فُتح الباب على مصراعيه أمام الخلافات والنّزاعات وتعطيل عمل المؤسسات الدستورية عند كلّ استحقاق. وباتت السياسة تتدخّل في الإدارة والقضاء والأجهزة الأمنيّة، فأفسدتها”.
وأشار إلى أنّ “في مناسبة عيد الأضحى المبارك، نعرب عن تهانينا القلبيّة وأخلص تمنّياتنا لإخوتنا المسلمين في لبنان والعالم، راجين أن يكون العيد موسم خير وبركات من الله. وكما أنعم الله علينا بلقاءَي القصر الجمهوري، السياسي والمالي، اللذين ولّدا الانفراج لدى اللبنانيّين جميعًا، نصلّي إليه كي تُعقَد لقاءات “مصارحة ومصالحة” مماثلة تعمّ جميع الأفرقاء السياسيّين، فيحقّقون فعليًّا الوحدة الوطنية، ويُثبتون للعالم أنّ لبنان هو حقًّا “مكان حوار الأديان والثقافات والحضارات”.