"اللويا جيرغا" تجتمع في بعبدا... العشيرة اقوى من الدولة
2019-08-10 02:16:46
"" - ميشال قنبوروقع ما كنّا نخشاه وحلّت حادثة "البساتين" الدموية على طريقة "اللويا جيرغا" بدل اللجوء الى القانون المفترض انه الضامن الوحيد للسلم الاجتماعي في البلدان التي يحترم حُكّامها القانون ويهابون مخالفته."اللويا جيرغا" هي كلمة افغانية, "اللويا" اي "الكبير او الموسّع" و "جيرغا" اي "اجتماع الصلح".و"اللويا جيرغا"، هو تقليدٌ افغانيٌّ قديم حيث يجتمع وجهاء القبائل لحلّ الخلافات في ما بينهم، ومن الاعراف المتبعة انه لا يتم التصويت في "اللويا جيرغا" بل تؤخَذ القرارات بالاجماع وباتفاق الحاضرين.وعلى غرار "اللويا جيرغا" الافغانية، هناك ايضاً "اللويا جيرغا" اللبنانية التي اجتمعت في بعبدا من أجل حلّ الخلاف القضائي والسياسي الناتج عن حادثة "البساتين" ضاربةً عرض الحائط الدستور والقوانين.اسمع تفرح، جرّب تحزن.اسمع كلام المجتمعين في خطاب القسم والبيان الوزاري تفرح عندما يتحدثون عن اسطورة احترام الدستور وبناء دولة القانون والمؤسسات.جرّب ممارساتهم تحزن عندما تلمس تكريسهم نظام عشائري لا يقيم وزناً للمؤسسات وعلى رأسها الحكومة التي هي المكان الطبيعي لحلّ هكذا خلافات.مخجلٌ، أن نستنسخ في عصرنا هذا حلول عشائرية طواها الزمن تتعارض مع ما يصبو اليه اللبنانيون لاقامة دولة عادلة يحكمها القانون لا الخارجون عنه.انتهت حادثة "البساتين" التي اسفرت عن العديد من الضحايا، البعض أُعلِنَ عنهم والبعض الآخر ما زال طي الكتمان. رامي وسامر من اسماء الضحايا المعلنة، اما القضاء والدستور والمؤسسات فهم من الضحايا مكتومي القيد لا جنازة لهم ولا ورقة نعوة حتى.والأسئلة بعد سرد بعض الوقائع تبقى، متى ستنتهي سياسة الى التخلف در؟ وهل انتهى زمن رجال الدولة ودخلنا زمن وجهاء العشائر؟التاريخ ربّما سيرحمكم ولكن لعنة الوطن ستطاردكم.
وكالات