قبل كل مقطوعة، كان البشير يتحدث إلى الحاضرين الذين غصّت بهم قاعة المعبد وكان من بينهم المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان فيليب لازاريني، سفير بريطانيا في لبنان كريس رامبلنغ، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، ورئيسة اللجنة السيدة نايلة دي فريج، مفسراً المقطوعة التي سيعزفها وإلى ماذا ترمز، فكانت البداية مع مقطوعة كرفان "القافلة"، وهي من ألحانه، ضمن ألبومه الجديد، تلاه مقطوعة الحمراء (فلامينكو).
وبعدها كانت لفتة مميزة وإنسانية منه، بتقديمه مقطوعة "طفلتي الحزينة"، والتي أهداها إلى كلّ ولد يعاني من الكبار، وهي من ألحانه من ألبوم "العود المجنون"، وروى قصة هذه المقطوعة، قائلاً إنها تتحدث عن طفلة عراقية توفي والداها بسبب الحرب الطائفية في العراق، وبقيت تعيش في "القمامة" بحسب قوله، مشيراً إلى أن ذنبها الوحيد أنها طفلة لأب سني وأم شيعية.
ثمّ إنتقل بنا بشير إلى الأجواء الإسبانية في حوار بين العود والغيتار بمقطوعة "رحلة"، بمشاركة المغنّي الاسباني ملكيور كامبوس وراقصة الفلامنكو ليا لينارس.
ومن المقطوعات التي قدمها بشير "على طريقة عمر بشير" كما كان دائماً يردد أثناء الحفل هي "فوق النخل"، "زوروني كل سنة مرة" و"البنت الشلبية" للسيدة فيروز، "إلى أمي"،"رقصتي المفضلة"، "لا تمضي في الغابة"، "فارون"، "صغيرون" و"بغداد".
وفي الختام، توجه بشير إلى الحاضرين قائلاً لهم إن هناك مفاجأة، وهي إنضمام انة اللبنانية جاهدة وهبه له على المسرح، ليقدما سويةً موشح "زارني المحبوب" على مقام الحجازكار ورائعة الأديب الألماني غونتر غراس الحائز على جائزة نوبل قبل عقدين من الزمن "لا تلتفت إلى الوراء".
واستحقت انة جاهدة وهبه في نهاية الحفل جائزة الموسيقار الراحل "منير بشير" التي قدمها لها ان عمر بشير، تقديراً لأعمالها وإنجازاتها وإبداعاتها ومسيرتها ية الراقية.
بدورها، قدمت رئيسة لجنة مهرجانات بعلبك الدولية السيدة دي فريج لبشير ملصق حفل والده الموسيقار منير على مسرح مهرجانات بعلبك في بيروت عام 1972، وكتاب المهرجان الذي يؤرخ مشاركته سنة 1974.
وبعد إنتهاء الحفل، كان لنا لقاء مع كل من ان عمر بشير وانة جاهدة وهبه.
ان عمر بشير.ما هو إنطباعك بعد هذا الحفل المميز على أدراج بعلبك؟أولاً سعادة الجمهور كانت لنا الأمر الأهم، وهذا ما لمسناه، فأنا أحب هذا البلد وهو في قلبي، فقد ولدت في لبنان وأول 5 سنوات من حياتي كانت فيه.
ومهرجان بعلبك مهم جداً، وهو مهرجان من أعرق المهرجانات العربية وأقواها، وهو نقطة مهمة في حياة ان، وإنتظرت لسنوات لكي أقف هنا.
وحاولت اليوم أن اخلق جزيرة عمر بشير، وآخذ جمهوري إلى عالم عمر بشير في رحلة متنوعة الثقافات والحضارات، إضافة إلى السيدة جاهدة وهبه، التي هي من كبار المطربات اللبنانيات.
هناك جمهور معيّن وفئات معيّنة تهوى هذا النوع من الذي تقدمه.من المفروض أن تكون موسيقاي تشبع جميع الفئات.
كيف تحاول أن تحقق ذلك؟هناك بعض الناس الذين يحبون الشرقي الكلاسيك، ونحن لا نستطيع ان نبقى فقط على العود والكلاسيك، وكما قلت انا اليوم، فالعود له إمكانيات كبيرة وما قدمناه اليوم ليس عوداً أو غيتاراً ولا هو شرقاً ولا غرباً، هذا هو عمر بشير، وأنا لكي أكسب الشاب والكبير في السن، يجب أن أخلق موسيقى لكل الآذان.
من يلفتك كموسيقيين لبنانيين؟لدي اصدقاء كثر في لبنان، وانا شخصياً أحب ان شربل روحانا، ليس غناء فأنا لا أعترف بعازف العود بأن يغني، وهو يعجبني لأنه يمزج بين الشرق والغرب.
وأيضاً يعجبني عزف ان اللبناني زياد الأحمدية، فهو أيضاً لديه أسلوبه اللبناني المميز.
هل تستمع إلى الألحان العراقية الجديدة، ولا سيما أن الأغنية العراقية واللحن حققا نجاحاً كبيراً في الفترة الماضية؟