"جزءٌ جديدٌ" بين جنبلاط والنظام السوري... "تصفية ودفاع عن النفس"
2019-08-06 04:30:27
"" - علاء الخوريقبل أربع عشرة سنة، وقفَ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أمام الملايين في ساحة الشهداء، ينادي لبيروت بأخذِ "التار من لحود ومن بشار".********* *********وقفَ جنبلاط في ذلك اليوم التاريخي معلنًا "طلاقه" مع النظام الامني السوري - اللبناني بخطابٍ سياسيٍّ حرّره من الضوابط والسقوف، وكأنّه يبوح بما إختزنه لعقودٍ من حقدٍ وكراهية للمتهمين بقتلِ والده كمال جنبلاط.كان رئيس "التقدمي" رأس حربة مشروع قوى الرابع عشر من آذار. ترك له الرئيس الشهيد رفيق الحريري أرضًا خصبة ومتعطّشة لسماعِ هكذا خطاب يُخرج كلّ ما في النفوس من غضبٍ وانتقامٍ ويُردِّد من دون أيّ تفكيرٍ كلام كلّ زعيم يقول للنظام السوري "أخرج من أرضنا أيها العدو".********* *********استفاد جنبلاط من "المراهقة السياسية" للرئيس سعد الحريري، ومن صداقته التي تعزّزت في السنوات الاخيرة من الحريري الأب، كي يكون "الآمر الناهي" لأيّ تحركٍ بوجه قوى الثامن من آذار. وكان بنظر النظام السوري "رأس الافعى" الواجب قطعه لو مهما كلّف الأمر، بيد أنّ التطوّرات الاقليمية والدولية التي تغيّرت بعد عام 2005 كانت تقف دائمًا بوجه ما تريده دمشق، التي حاولت الالتفاف على الرجل ومدّت من جديد الجسور معه، وذلك من خلال استقبال الرئيس بشار الاسد لجنبلاط مرّتين، "الاولى" في تشرين الأوّل من عام 2010 والمرّة الثانية في كانون الثاني 2011.بعدها، ساعدت "الاحداث في سوريا" جنبلاط كي يعود الى "رشده السياسي" والتمركز خلف جبهات اسقاط النظام السوري الذي تلقى من جديد "سهمًا جنبلاطيًّا"، ما دفع دمشق هذه المرّة الى اتخاذ قرارها النهائي "بتصفية جنبلاط سياسيًّا".بعد هذه السنوات كلّها والتغييرات التي طرأت، يقول مصدر في "الاشتراكي"، أنّ "دمشق تسعى في هذه اللحظة الاقليمية الدقيقة الى تصفية حساباتها مع جنبلاط، معتمدة على التغييرات الحاصلة في لبنان، وهذا الامر يدركه جنبلاط منذ اليوم الأوّل على حصول التسوية السياسيّة التي جاءت بالرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا".ويؤكد، أنّ "رئيس التقدمي سعى الى استيعاب الانقلاب وعمل على مدِّ جسور التعاون مع العهد، الاّ أنّ الاخير ظلّ رافضًا وقابله بإغلاق كلّ منافذ الحوار، وكان آخرها ما جرى في حادثة البساتين - قبرشمون".ويوضح المصدر، أنّ "الحزب التقدمي الاشتراكي حاول سلوك المسار القضائي في الحادثة، لكنّ ما نراه اليوم من قبل البعض يأتي بمثابة الذهاب الى المنحى السياسي, وعليه فإنّ الخطوات التي يتخذها وليد جنبلاط تصبّ في دائرة الدفاع عن النفس بوجه من يستعمل الادوات السياسيّة والقضائيّة كافة لاستهدافه".وإذ يرى المصدر، أنّ "المعادلة السياسيّة والتوازنات القائمة كما اتفاق الطائف، جميعها مستهدف". يجزم، بأنّه "من المُبكِر الحديث عن تحالفٍ جديدٍ شبيه بـ 14 آذار، وهذا الأمر غير مطروح رغم وجود أكثر من طرف سيادي مستهدف كالقوات اللبنانية وغيرها".المصدر نفسه يشدّد، على دور المختارة التاريخي ورفضها الاستسلام، ويقول "من يعتقد أنّ هذه الطريقة التي يعتمدها البعض قد تؤدّي الى ما يخطّط له هؤلاء فهم واهمون"، مشيرًا، الى أنّ "جمهور وليد جنبلاط وقاعدة الإشتراكي أكثر تماسكًا والتفافًا حول زعيمهم وحزبهم".
وكالات