بيروت - جويل رياشي
كان جمهور كاظم الساهر يعلم أن الليلة الأخيرة المخصصة له مساء السبت الماضي ستكون مميزة كونها تحتفل بعشرين عاما من الوفاء المتبادل بين «القيصر» والمهرجانات العريقة، ولكن ما لم يكن تعلمه الجموع المتدفقة إلى المكان أنها ستكون ليلة وداعية ستختتم بالتصفيق الحار والتقدير على الجهد من رئيسة المهرجان نورا جنبلاط التي اعتلت المسرح وحرصت على تكريم الساهر، بمنحه «عباءة شوفية من تراث المنطقة» ألقتها على كتفه، كعربون شكر وتقدير.
ووفق ما يجري تداوله، فإن الساهر لن يشارك السنة المقبلة في مهرجانات بيت الدين ولا في سواها من مهرجانات، كونه قرر اتخاذ فترة استراحة لم تحدد مدتها.
وبالعودة الى الحفلة، فقد بدأت قبل ساعات من موعدها في الزحمة الجميلة على طول الطريق المؤدي إلى بيت الدين، ثم كانت البداية الرسمية مع ميشال فاضل عزفا على البيانو وفرقة موسيقية ضخمة تليق بالحدث، رحبت بإطلالة الساهر على وقع احدى اشهر أغنياته «زيديني عشقا» التي أضرمت نارا من الحماسة بين الساهرين (والساهرات خصوصا!)، تلتها «ها حبيبي»، ثم أغنية جديدة غناها للمرة الاولى بعنوان «متمردة»، وكعادته عندما تكون الاغنية جديدة، يبدأ بإلقائها قصيدة متجردة من لحنها.
ثم توالت الاغنيات بين العراقي «تتبغدد علينا، عيد وحب، عبرت الشط...» والقصائد التي بات يرددها معه الجمهور وقوفا و«لايف» على مواقع التواصل الاجتماعي: «لجسمك عطر»، «أحبيني بلا عقد»، «شؤون صغيرة»، «هل عندك شك».
بعد ذلك، اعتلت نورا جنبلاط المسرح لتلقي كلمة شكر وتقدم له، إضافة الى العباءة، لوحة بورتريه من توقيع الفنان الشاب يزن حلواني الذي زين جدران بيروت بصور لعمالقة مثل فيروز وصباح ووديع الصافي، فرد الساهر بعبارات امتنان: «إن شاء الله كون بستحق كل هذا الحب»، ليختم برائعته «قولي احبك»، وهو يعرف في قرارة نفسه ان تدفق هذا الكم من الجماهير على مدى ثلاث ليال الى بيت الدين وقبلها الى مهرجانات اهدن في شمال لبنان لابد انه «مستحق واكثر».