2025- 01 - 15   |   بحث في الموقع  
logo أمن الدولة تواصل حملة مكافحة التهريب من سوريا logo الرئيس السابق ميشال عون يلتقي سلام.. logo قوات الاحتلال تداهم بالضفة وتعترف بإصابة 3 جنود logo نواف سلام.. خيار واعد يُحرر السنة في لبنان logo استشارات التأليف تنطلق بغياب الثنائي: مقاطعة المشاورات وليس الحكومة؟ logo مانشيت “الأنباء”: يومان حاسمان على خط التأليف… سلام يطمئن ولبنان تحت المجهر الدولي logo افتتاحية “اللواء”: يد التأليف الممدودة ثابتة.. واتصالات مع برّي للمشاركة من أجل الإعمار والإصلاح logo بري: الأمور ليست سلبية للغاية
الورشا بقداس لراحة نفس صفير: صمد بوجه من حاول النيل من حرية لبنان وتجلى الله بشخصيته
2019-08-04 15:09:09

لفت المطران يوحنا رفيق الورشا ممثّلًا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، خلال ترؤسه الذبيحة الإلهية لراحة نفس البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، بناءً على وصيّته بأن ترفع له الصلاة إلى الله في عيد تجلي الرب، في كنيسة مار روكز في بلدته ريفون، إلى أنّ التجلّي على جبل طابور ينقلنا إلى حالة روحيّة جميلة ينبغي أن تصبح حالة دائمة، نرى فيها تجلّي الله وظهوره من خلال أشكال شتّى. كيف تمّ هذا الحدث بحسب الإنجيليين وما هي ثماره الروحية؟ وكيف ظهر التجلي في مسيرة حياة البطريرك الكبير الّذي جعل من بكركي والديمان والأمكنة الّتي وطئتها قدماه جبل طابور؟.

وأوضح أنّ صعود يسوع مع بطرس ويعقوب ويوحنا إلى الجبل وظهوره لهم بمظهر غير مألوف كما تعوّدوا أن يروه، ينقلهم إلى حالة سماويّة، حالة المجد. فإنّه يكشف عن ذاته بحقيقته الإلهيّة، بالنور العظيم الّذي يملأ وجهه، باللباس الأبيض الناصع كالثلج. كلّ ذلك بحضور موسى وإيليا (الشريعة والأنبياء)، وهو استباق لقيامته من بين الأموات بعد الألم والموت. ونوّه إلى أنّها لوحة رائعة تضعنا أمام العهدين القديم والجديد، ويسوع في وسطهما يتمّم النبوءات ويطلق الكنيسة للتبشير به.

وبيّن المطران الورشا أنّ جبل طابور يجعلنا نعود إلى جبل سينا وجبل حوريب، وبذلك إشارة إلى موسى وإيليا اللذين كانا حاضرين في حدث التجلي هذا. والغمامة التّي منها سمع صوت الآب هي صدى للغمامة الّتي رافقت الشعب العبراني في خروجه من أرض مصر وعبوره الصحراء نحو أرض الميعاد، وهي رمز حضور الله وسط شعبه، سائلًا: ألسنا مدعوين دائمًا لنصعد إلى الجبل الّذي يجمع بين الأرض والسماء، ونرتفع عن ضوضاء المدينة وضجيجها لنخلد إلى الصلاة في سكينة الطبيعة على جبل طابور ونلتقي بالله ونتّحد به؟.

وركّز على أنّ البطريرك صفير كان طيلة مسيرته الكهنوتيّة والأسقفيّة والبطريركيّة تلك المظلّة الّتي يتكلّم عنها الكتاب المقدس، والّتي يرد ذكرها في رواية حدث التجلي. فيها يسكن الله وسط شعبه. لقد تجلّت صورة الله الناصعة كالثلج في أبعاد حياته. وفصّل أنّ في البعد الشخصي، إنّه الوجه المشرق، الّذي عكس صورة الله منذ نعومة أظفاره في بلدة ريفون العزيزة، فاتّسمت دائما على محياه وشفتيه وجبينه ملامح الله. ففي كلّ مراحل مسيرته، إن في البيت العائلي أم في الإكليريكية أم في الصرح البطريركي، كان يستقي ماء الحياة والنعم الغزيرة من النبع الحقيقي وحده وهو الله.

وذكر أنّ البطريرك صفير قد اختار منذ نشأته النصيب الأفضل، فتعلّق به وما زاح عنه يومًا. ألم يأت سلامه الداخلي وصفاء ذهنه من كثرة ما اتّحد بالله وزهد بالدنيا متجردا فسار خلف المعلم الإلهي يسوع المسيح حاملا صليبه دون أن يلتفت إلى الوراء؟ غريب صفاؤه ومذهل عمقه، حلوة سرعة بديهته ومميّزة ظرافة نكتته. قويّ صمته، وكالسيف كلمته. نظرته للأمور ثاقبة وتحليله لمجريات الأمور صائب على كلّ صعيد. كلّ ذلك لأنهّ ملأ قلبه وضميره وعقله من أنوار الله القدوسة. نعم لقد تجلّى الله في شخصيّته.

وأكّد الورشا أنّ الله تجلّى في محطات حياة صفير الكهنوتيّة والأسقفيّة والبطريركيّة والكرديناليّة، فتزيّنت كلّها بتواضع عميق وفكر نيّر وصمت مدوّي ورأي سديد، مفيدًا بأنّ في عمله الكهنوتي، تميّز بمناقبيّته في كلّ ما قام به. وفي أمانة السر في البطريركية تحلّى بصمته الحكيم وعمله الدؤوب، وفي رسالته من خلال الوعظ والتبشير أظهر من دون انقطاع وجه الراعي الصالح الغيور الّذي يسهر على الخراف ولا يتوانى عن خدمتهم. وشدّد على أنّه كاهن لامع، جدّي، تقي، جعل الله نصب عينيه وراح يعلو في المسؤوليّات وصورة الله تتجلّى فيه أكثر فأكثر ويزداد تألّقًا يومًا بعد يوم.

كما أشار إلى أنّ في ملء الكهنوت، أي في حياته الأسقفيّة كنائب بطريركي عام وامتداد مهمّاته على النيابات البطريركيةّ، برع في الخطابة وأسهب في الكتابة والترجمة واتّسعت دائرة معارفه، فترك لنا إرثًا ثقافيًّا ولاهوتيًّا وروحيًّا يبقى للجميع مرجعًا أساسيًّا يجدر الغوص فيه. ولفت إلى أنّ كبطريرك وكاردينال، تجلّى الله فيه، إذ حافظ على الثوابت المارونيّة دون مساومة، وكان أمينًا للنهج الّذي رسمه لنا أسلافه البطاركة روحيًّا، وسياسيًّا ووطنيًّا. وواجه الصعوبات وحمل الصليب واجتاز المحن وصمد في وجه كل ما من حاول النيل من حرية لبنان واستقلاله.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top