تطويق جنبلاط يعيد أحياء "14 آذار"
2019-08-04 06:12:01
شكّل إعلان رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع أن ما يحصل حالياً هو صراع بين "8 آذار" و"14 آذار" وقيام الدولة وعدمه، نقطة تحول في مسار الأزمة التي تشهدها البلاد منذ نحو شهر تقريباً. فبعد أن كانت مكونات فريق 14 آذار أجمعت تقريباً في السنوات الماضية وبالتحديد بعيد التسوية الرئاسية التي أدت لوصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، على تلاشي هذا الفريق وبقاء أفكاره ونهجه، أعادت حادثة الجبل التي سقط خلالها مرافقان للوزير صالح الغريب خلال إشكال مع مؤيدين للحزب "التقدمي الاشتراكي"، تحريك الاتصالات في هذا الفريق بعدما تكاتفت مكوناته لدعم رئيس "الاشتراكي" وليد جنبلاط في وجه ما تقول إنها محاولة لـ"الاستفراد به وتحجيمه". وذلك بحسب مقال للصحفية "بولا اسطيح" في "الشرق الأوسط". وبحسب المقال، تخطى تيار "المستقبل" و"التقدمي الاشتراكي" العقبات التي واجهتهما في الآونة الأخيرة والخلافات التي بلغت أوجها الشهر الماضي مع اندلاع سجال عنيف بين الطرفين. كذلك تجاوز "المستقبل" و"القوات" إلى حد بعيد الإشكاليات التي نتجت على خلفية تقارب رئيس الحكومة سعد الحريري من وزير الخارجية جبران باسيل، خصوصاً في ملف التعيينات.وتكثفت في الأسابيع الماضية الاجتماعات بين زعماء حلف 14 آذار كما تفاعلت المشاورات وحركة التنسيق بينهم. وقرروا صفاً واحداً إلى جانب جنبلاط في أي جلسة تعقد لمجلس الوزراء يتم خلالها طرح إحالة حادثة الجبل إلى المجلس العدلي، ليعلنوا رفضهم ذلك لتخوفهم، كما يقولون، من ملف يتم إعداده لرئيس "التقدمي" شبيه بالملف الذي أعد لجعجع في تسعينات القرن الماضي والذي تم على أثره اتهامه بتفجير كنيسة سيدة النجاة ودخوله السجن.ولا يتردد زعماء "14 آذار" بالحديث عن خلفيات خارجية للأزمة القائمة حالياً وعن دور سوري في "محاولة تطويق جنبلاط"، وهو ما جعلهم مؤخراً يعيدون حساباتهم ويضعون خلافاتهم على التعيينات وطريقة إدارة الدولة وغيرها من الشؤون الداخلية جانباً.
وكالات