إطفائي المراحل الصعبة لا ينتظر ان ينصف
2019-08-03 02:12:55
"" - علي أ الحسينيلا تُرجى الحلول عادة ممن يُمعنون في تغليب مصالحهم الشخصية والحزبية على حساب المصالح الوطنية خصوصاً تلك التي تعلق بحياة المواطن ودفعه إلى التحرر من القيود المذهبية والمحسوبيّات الضيّقة التي باتت في الأونى الأخيرة جزءاً أساسياً من اللعبة السياسية لدى البعض، هدفها بسط مزيد من السيطرة على القطاعت العامة والخاصة وتوسيع النفوذ السياسي في سبيل تدعيم مخططات ورؤى لا تصب سوى في طريق وصولهم إلى تحقيق غاياتهم وأحلامهم "البرتقالية".ضمن هذه الهجمة المستجدة اليوم ومحاولات التطويق السياسي المُفتعل في أحيان كثيرة، يجهد رئيس الحكومة سعد الحريري على أكثر من محور ومحطة لتجنيب البلد خضّات وانتكاسات سواء أمنية او اقتصادية أو اجتماعية. من هنا يُدرك الحريري العبء الكبير المُلقى على عاتقه خلال المرحلة الآنية المُجمع على خطورتها ودقّتها خصوصاً في وقت بدأ يميل فيه لبنان لأن يُصبح ساحة صدى للتصعيد الحاصل في المنطقة والذي قد يحمل معه إنعكسات سيّئة على الرغم من دعوات الجميع إلى تحصين الساحة الداخلية من خلال إبعادها عن الحرائق. من هذا المنطلق تكشف مصادر خاصة سياسية مقربة من "تيّار المستقبل" لـ"" أن رئيس الحكومة يعي جيّداً مدى خطورة الأوضاع وما يُمكن أن ينتج عنها فيما لو تدهورت بشكل دراماتيكي، وهو من هذا الأساس والمنطلق يواجه الأزمات الطارئة بطرق تحفظ الإستقرار العام في كافة جوانبه وتأمين بيئة مستقرة لتمريرالمرحلة بأقل الأضرار الممكنة ولو أن جانب من هذه الأضرار تطاله من البعض بين الحين والأخر.المؤكد أن الرئيس الحريري لا ينتظر من أخصامه السياسيين ولا من بعض الذين يُمنون النفس بتعثّره أن يُنصفوه في المواقف الحازمة التي يتخذها ولا أن يُصفقوا له عند تجاوزه لكل مطبّ سياسي أو غير سياسي مُفتعل، بل على العكس فالرجل الذي واجه أزمة تأليف الحكومة بحكمة وبصبر غير مسبوق وبحنكة سياسية ظهرت خلال إستيلاد الأزمات في وجهه، إنما يُراهن على النتائج الإقتصادية التي يُمكن للبنان الوصول اليها ولو أن ذلك يُشبه المشي في حقل ألغام. عند هذا الحد تشدد المصادر نفسها على أن الرئيس الحريري يضع نصب عينيه مصلحة البلد وهو امر يأتي في سُلّم أولوياته ولذلك فإن كل ما يُحكى عن اعتكافات أو استقالات هو خارج رزنامة عمله وبعيدة كليّاً عن الواقع الذي يسعى إلى تثبيته. ومن يراهن على لجوء رئيس الحكومة إلى خيارات كهذه من خلال الضغوطات التي تُمارس في وجهه، هو مُخطئ لا بل هو جاهل تماماً لقدرة الحريري على مواجهة الصعاب وتحملها.يُسجّل اليوم للحريري أنه استطاع تجنيب مجلس الوزراء كثيراً من الخضّات أو الأفخاخ المُصطنعة، فاحتكامه إلى الوقت والمعالجات السياسية المُطعّة بالدبلوماسية التي باتت هي الأخرى من اختصاصه خصوصاً في ظل الظروف الراهنة، هي التي حمت البلد والمؤسسات من الإنزلاق إلى مستويات خطرة ومن إنقسامات سياسية ومذهبية هي التي تحمي اليوم الإستقرار السياسي والأمني وتمنع تفجير الوضع وأيضاً تفجير الحكومة. وهنا تعود المصادر لتؤكد ان حماية الإستقرار ليس من مصلحة الحريري وحده أو هاجس يتعلق به فقط، بل هو مطلب للجميع ولو بنسب متفاوتة خصوصاً واننا نعيش اليوم في مرحلة، تغلب فيها المصالح الشخصية والطموحات على المصالح الوطنية وعلى لقمة عيش المواطن الذي وللأسف تحوّل في أمكنة كثيرة إلى آداة متحركة بيد المسؤولين مصدر أساسي لترجة أحلامهم.
وكالات