حزب الله 3D في صور
2019-08-03 00:14:16
- عبدالله قمح يُحجم حزب الله، أقلّه لغاية الآن، عن تناول أية معلومات حول "فرعية صور" التي بدأ عدّادها بالعمل تدريجياً حتى بلوغ تاريخ ١٥ أيلول المُقبل. في المقابل مَن يواكب شؤون الضاحية يُدرك تماماً أن "الشّغل ماشي" تحت طبقة من الضجيجِ ولو أنه غير معلن، ربما يريدُ الحزب من وراءِ ذلك تعميم الهدوء كي يؤمن مروراً سلساً للإستحقاق.الحديثُ هنا لا يدور حول "مخاطر إنتخابية" سجّل حزب الله حضورها في الدائرة. الجميع يعلم، القريبون والبعيدون، أن الحزب لا منافسين حقيقيين له في ظل زواجه الماروني مع حركة أمل تحت لافتة "الثُنائية الشيعية"، وبالتالي هو يضع المقعد الشّاغر في جيبته الصغرى، لكن وبلا أدنى شك يريد أن تكون إعادة إنتخابه على نفس المقعد بنفس القيمة الرّقمية التي سجلت في الدورة العادية عام ٢٠١٨.كُثر لا يأخذون كثيراً بنتائج الفرعيات سيّما في الدّوائرِ الصغرى ذات الطغيان الحزبي الواضح حيث يلائم القانون الأكثري أكثر أصحاب القوى الناخبة العريضة، فيصبح العزوف عن المشاركة في الإقتراع أكثر خطر يتربص بالقوى المُشاركة السّاعية خلف الأرقام.. لكن البيئات الشّيعية لها وجهة نظر أخرى، إذ دائماً ما تحوّل عملية الإقتراع إلى إستفتاءات شعبية حول الخيارات الإستراتيجية وتجعل الصناديق مبعث للرسائل في عدّة إتجاهات.حزب الله يأخذُ الإقتراع الفرعي في صور على أهمية بالغة ويتعاطى معه كشأن إنتخابي دوري وطبيعي لا تختلف قيمته عمّا عداه، ولو أنه وحتى الآن لم يصدر أوامره العسكرية بعد إلى قطعات الماكينة الإنتخابيّة لكي تضع أيديها على زنادِ الأزرار والأرقام، لكن ذلك لن يطول نسبياً.في الحقيقة، يرى البعض أن حزب الله سيواجهُ رزمة من التحديات التي لن تؤثر على عودته على المقعد، وليس متوقع أن يكون لها تأثيرات ظرفية محلية وخارجية على المدى المتوسط بل البعيد، تبدأ في طبيعة علاقته مع شريكه الشيعي الآخر ولا تنتهي في رسائل الأرقام والحضور.أوّلها خارجي ،ففي ظلِ الظروف الحاكمة اليوم، من رفع قدرات العقوبات الأميركية الموضوعة عليه وعلى بيئته إلى التهديداتِ الإسرائيلية مروراً بالأزمات الدّاخلية التي يعتبر حزب الله طرفاً فيها ولو بشكلٍ غير مباشر، قد يجد، بل سيجد فعلاً، في فرعية صور إختباراً له على الصعيد الشعبي ومنصة من منصات رد الفعل على التعويل بضرب بيئته والتأثير فيها، أي أن الضاحية تنظرُ إلى "فرعية صور" بنظرة ثلاثية الأبعاد.وثانيها داخلي، وهُنا ثمّة ما يجعل الحزب مهتماً إلى درجة ما في "فرعية صور"، وهي بطبيعة الحال صورة مصغرة عن شريحة جنوبية فاعلة، حيث سيجد الإنتخابات ملائمة لمدى إختبار خياراته الإنتخابيّة المنتهجة والمنتجة عام ٢٠١٨، ومدى ملائمتها مع متطلبات الناس ومدى رضاهم عنها، ما يعني أن ثمّة أهدافاً حقيقية يسعى الحزب خلفها.وهناك أمرٌ آخر يتصل بطبيعة علاقته مع شريكه على المستوى الشّيعي، حيث يريد الحزب تصحيح الخلل الناشئ عن الإختلاف في وجهات النظر الذي طبع مسار العمل البلدي في صور وجانب كبير من البلديات التابعة لها منذ عام ٢٠١٦، كذلك "الرّواسب" التي تفرّعت عن إستحقاق ٢٠١٨ الإنتخابي، والتي كوّنت حساسيات لا يمكن تجاهلها، وبالتالي بدأ منذ الآن رصد الجانب التّشاركي الذي ستكون عليه حركة أمل.الأكيد، أن "الحركة" وفي منطقة تُعَد معقلاً لها، لا بد وأن تشارك حزب الله في الإستحقاق سيّما وأنها قالت كلمتها حيال حقه في المقعد، لكن التفسيرات حول كيفية مشاركتها تبقى موضع تأويل ورصد ومتابعة: هل ستبعث عن مشاركة واسعة تسعى من خلالها إلى تقديم نفسها على صورة قدراتها الفعلية المعروفة في صور، وبالتالي تريد من وراء الإستحقاق إظهار قوتها التجييرية الإنتخابيّة في صندوقة الإقتراع، أو أنها ستحجم عن المشاركة الفاعلة وتترك أصوات حزب الله الصّافية تعرف عنه وعن قدراته؟ الثّابت حتى الآن، أن الحزب الذي جمّع في جعبة الموسوي ٢٤ ألف صوتاً تفضيلياً ونيّف ما جعل مرشحه الأول على صعيد الدّائرة، لن يقبل برقم أقل منه كي لا يترك لأصحاب الضغائن تبخيس إنتصاره. ثمّة من يقول منذ الآن أن الحزب لا بد له وأن يبلغ الرقم أعلاه أو يلامسه بقليل أو حتى يتجاوزه لكون الإقتراح الجاري الآن على مقعدٍ واحد له أنّ يحصر الأصوات في شخص واحد.الأساس الآن هو في نوعية إختيارات الحزب الإنتخابيّة والإسم الذي سيجعله خليفة للموسوي الذي لا بد وأن يحمل صفاتاً خاصّة تجعل منه جذاباً للمقترعين، ويبقى أن الدّقة في إختيارِ الإسم تحمل تأثيرات بالغة على وجهةِ المُرشحين يومَ الإقتراع.
وكالات