على الرغم من أهمية العلاجات والواقي الذكري في الوقاية من مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) فإنه يبدو غريباً ولافتاً عدم تأكيد بعض المؤسسات الصحية على أهمية العفة والاستقامة في الوقاية من المرض.
ففي أميركا أصدر مسؤولو الصحة توصيات جديدة تحث على إعطاء حبوب التروفادا للوقاية من الإصابة بالإيدز، أما في أوروبا فإن مسؤولي الصحة يرون أن الواقي الذكري "كوندوم" أفضل للوقاية من الإيدز.
ومع أن الدراسات تشير إلى دور ممارسة الجنس خارج إطار العلاقة الزوجية وكذلك الشذوذ الجنسي في انتقال الأمراض مثل الإيدز والسيلان إلا أنه لا يبدو أن هناك تركيزاً توعوياً على هذا الجانب بالقدر الكافي.
• تروفادا:
ويُعد "تروفادا" أحد المركبات الدوائية الأكثر فاعلية في علاج الإيدز، ويتميز باحتواء كل قرص منه على مادتين فعالتين، وينبغي تناول واحد منه في اليوم. وبحسب يورغن روك شتروه -من المشفى الجامعي في مدينة بون- فإن "تروفادا" يتميز بسهولة تناوله وقدرة الجسم على تحمله مقارنة بطرق العلاج سابقا.
وفي عام 2012 أجازت هيئة المواد الغذائية والصحية الأميركية استخدام "تروفادا" للوقاية من الإيدز، عملا بتوصيات لجنة من الخبراء إلى جانب اعتمادها على بعض الدراسات أيضا.
ووفقا للدراسات، فإن تناول أقراص "تروفادا" يوميا يساعد على وقاية الأشخاص غير المصابين، إلا أن لهذه الأقراص آثارا جانبية حسب ما يؤكد شتيفان أيسر رئيس قسم الطوارئ الخاص بمرض الإيدز في المشفى الجامعي بإيسن، إذ تقلل من كثافة العظام وتؤثر في الكلى، وهو ما دفع الأطباء في أوروبا لمعارضة استخدام أقراص "تروفادا" للوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسبة.
كما أظهرت الدراسات مشكلات أخرى لأقراص "تروفادا"، فبحسب اختصاصي الأمراض المعدية يورغن روك شتروه فإن الأقراص تساعد على وقاية الرجال من الإصابة بالعدوى أكثر مما تساعد النساء.
• مفعول غير كافٍ:
ووفقا للدراسة، فإن مفعول هذه الأقراص غير كافٍ بالنسبة للرجال "متعددي العلاقات الجنسية"، وإلى ذلك فهم معرضون لخطر الإصابة بأمراض جنسية أخرى، كمرض الزهري وغيره، مما يعني ضرورة استخدام الواقي الذكري حسب ما يرى روك شتروه.
ووفقا لتقديرات الأطباء في أوروبا، فإن استخدام أقراص "تروفادا" للوقاية من الإيدز في أميركا يفوق استخدامها في أوروبا، وبحسب رأي الأطباء الأوروبيين توجد طرق أفضل للوقاية من الإصابة بفيروس الإيدز، ويبقى استعمال الواقي الذكري عندهم من أهم وسائل الحماية من العدوى.
وما بين رأي الأطباء الأوروبيين والأطباء الأميركيين تبقى العفة وعدم ممارسة الجنس خارج إطار العلاقة الزوجية، والاستقامة وعدم ممارسة الشذوذ، المفتاح الأسهل والأفضل والذي يخلو من مضاعفات جانبية للوقاية من الأمراض الجنسية، ومنها الإيدز والسيلان.
قد يهمك أيضا
ممارسة الجنس وأيضا تناوُل الثوم يساعدان في المحافظة على صحة القلب
4 مشاكل كبيرة تًهدد الحياة الزوجية بالفشل وتؤدي إلي الطلاق