كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:
أصبح البطيخ مُرادفاً للصيف والـ»Picnics» منذ عشرات الأعوام لسبب وجيه! فهو يضمن الانتعاش فيساعد على محاربة الحار، كما وأنه يُرضي الرغبة في الحصول على مذاق حلو ليشكّل بذلك سناكاً ممتازاً لا يولّد الشعور بالذنب عقب تناوله، كما هو حال الحلويات المصنّعة. لكن هل تعلمون إذا كان يملك خصائص غذائية وصحّية مهمّة؟ وماذا عن الفارق بين البطيخ الأحمر والأصفر؟
بغضّ النظر عن الاعتقاد الشائع بأنّ البطيخ مؤلّف فقط من المياه والسكر، فالواقع أنّ هذه الفاكهة مليئة بالمغذيات مثل الفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة، في مقابل عدد ضئيل من السعرات الحرارية. وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت إختصاصية التغذية، راشيل قسطنطين، لـ»الجمهورية» إنّ «البطيخ، الذي يمكن تناوله طازجاً أو إدخاله إلى أنواع عدة من العصائر والكوكتيل، يحتوي على نسبة عالية من المياه تصل إلى 92 في المئة، ويُنصح به عادةً في الحميات الغذائية لأنه قليل الوحدات الحرارية، وبالتالي فهو يدعم خسارة الوزن عند استهلاكه باعتدال. سواء كان البطيخ أحمر أو أصفر اللون، فهو يحتوي نحو 46 كالوري في الكوب الواحد. وبشكل عام، فهو يؤدي دوراً مهمّاً جداً في إزالة العطش، ويملك خصائص ملحوظة أبرزها أنه مُدرّ للبول، ويُخلّص الجسم من الترسبات والسموم، ويحمي من حِصى الكلى والتهاباتها».
البطيخ الأحمر
وتطرّقت بدايةً إلى البطيخ الأحمر، فأشارت إلى أنه «يتميّز تحديداً باحتوائه على مادة «Lycopene» المضادة للأكسدة التي تمنحه هذا اللون، والتي تبيّن أنها تحمي خصوصاً من سرطانات معيّنة مثل سرطان البروستات والقولون، وتقي من أمراض القلب وتراكم الكولسترول في الدم. أُجريت دراسات عدة على «Lycopene»، وثبُت أنها مهمّة جداً لمحاربة السرطان والنوبات القلبية».
وتابعت: «يملك البطيخ الأحمر فوائد مهمّة جداً لغناه بالبوتاسيوم والمنغانيز الضروريين لخفض ضغط الدم المرتفع ومنع تصلّب الشرايين. فضلاً عن أنه مفيد جداً لمرضى السكري لأنه، صحيح أنه يحتوي على نسبة سكريات غير قليلة بالنسبة إلى حجمه، ولكنّ السكر فيه يساعد على محاربة مقاومة الإنسولين ليتمكن الجسم بالتالي من الحفاظ على استقرار معدل السكر في الدم. ناهيك عن أنّ البطيخ الأحمر يحتوي على مادة «Citrulline» المتوافرة تحديداً في قشرته البيضاء المُحيطة بالمنطقة الحمراء، والتي تبيّن أنها مهمّة كثيراً لاحتوائها على أحماض أمينية تساعد على الوقاية من الإرهاق العضلي. لذلك يُنصح الرياضيون بتناول البطيخ كوجبة خفيفة قبل التمارين أو بعدها لتزويدهم بالانتعاش وحمايتهم من الجفاف».
… والأصفر
لكن ماذا عن البطيخ الأصفر؟ أوضحت قسطنطين أنّ «العديد من الأشخاص يرمزون إلى البطيخ الأصفر بالشمّام، ولكنّ البطيخ الأصفر ينتمي إلى نفس فصيلة نظيره الأحمر، بعكس الشمّام الناتج من فصيلة أخرى من الفاكهة. وبتفسير أوضح، فإنّ البطيخ الأصفر هو الذي تعرّض لطفرة جينية أدت إلى تغيير مُركّب «Lycopene» ليحلّ مكانه مركّب «بيتا – كاروتين» الذي يمنحه اللون الأصفر. إنه يملك مذاقاً أكثر حلاوة وقشرته تكون أكثر سماكة مقارنةً بالبطيخ الأحمر».