بالرغم من أن فيلم «Dark Phoenix» ليس كارثيا بقدر ما قد توقعه البعض بسبب عروضه الدعائية الباهتة، إلا أنه يشكل خاتمة فوضوية ومشوشة لسلسلة «X-Men» طويلة الأمد، ويمكن القول بأنه أفضل بشكل طفيف من التصوير السابق لشخصية «Phoenix» في الجزء المسمى «The Last Stand»، وبالتأكيد أفضل من فيلم «X-Men: Apocalypse»، لكن يبقى «Dark Phoenix» خاتمة مخيبة للآمال لسلسلة تكاد تبلغ 20 عاما، وذلك مع استحواذ ديزني على ملكية شخصيات «X-Men» من شركة Fox من الآن فصاعدا، فلنعترف أن «The New Mutants» يبقى آخر فيلم يرتبط بالسلسلة من إنتاج «Fox» والذي سيصدر العام المقبل.
يعاني «Dark Phoenix» ظاهريا لإعطاء بطلته «جين غراي» شخصية أو هوية حقيقية بعيدا عن قواها الخارقة، كما يتم ببساطة تجاهل أحداث «Apocalypse» التي بدت بأنها أشعلت فتيل إيقاظ قوى الـ «Phoenix» في داخلها مقابل إعطائها نوعا من القوى السماوية التي تسكنها خلال مهمة إنقاذ في الفضاء، وفي حين أن ذلك قد يكون دقيقا من ناحية القصص المصورة أكثر مما كان في «The Last Stand» ومما تم التلميح له في «Apocalypse»، إلا أن قواها السماوية المكتشفة حديثا ما هي إلا مجرد حبكة بهدف أن يلاحقها الأشرار وعذر لينقسم الأبطال بطريقة ميلودرامية، ولا يتم استكشاف قوى «جين غراي» بحد ذاتها أو تعريفها إطلاقا.
تلعب صوفي تيرنر شخصية «جين» بظلالها الثلاث، (الخائفة والمنتحبة والمشتعلة غضبا)، بأفضل ما يمكنها، لكن النص بحد ذاته يحرق قصتها المأساوية من دون أن يعثر على شخصية لها ليتمكن المشاهدون من الشعور بالترابط مع «جين» على المستوى العاطفي، وتصبح القصة متمحورة حول محاولتها العثور على قوتها وسط اثنين من المرشدين الأكبر سنا تشالز اكزافير (جيمس ماكافوي)، والمخلوق الفضائي الشرير (جيسيكا شاستين) اللذين يحاولان السيطرة عليها، لكن يتم الاستعجال برحلتها مع عدم التعمق بشخصيتها بما يكفي، ولا تحمل مأساة ومعاناة «جين» الثقل المطلوب وبالتالي ينعكس ذلك على الأضرار الناجمة عنها التي تتكبدها هي وأصدقاؤها الـ «X-Men» نتيجة لها.
تؤدي شخصية Mystique (جينفر لورانس) ودورها المعتاد في القصة الذي يدفع وحش الممثل نيكولاس هولت المنتقم للتحرك، حيث تتعرض ولاءاته للاختبار ويبدو أن OMagnet (مايكل فاسبندر) قد عثر على الركن الهادئ في هذا العالم ليعيش فيه بسلام قبل أن ينجر مرة أخرى إلى قلب المعركة، حيث يحصل على بعض اللحظات الرائعة المليئة بالأكشن ليتباهى بقدراته، حتى عندما تتخبط نظرته للعالم عبر الفيلم، لكن الشخصيات الثلاث جميعها، ربما بشكل مشابه للسلسلة بحد ذاتها، تريد الانتهاء من كل شيء والمضي قدما فحسب.
وتشعر جميع الشخصيات بشكل متشابه بنوع من الإحباط من «اكزافير» وأسلوبه الخطابي الذي يمتلك ثاني أهم دور محوري في الفيلم بعد «جين».
لقد كانت غطرسة البروفيسور«إكس» هي نقطة ضعف لشخصيته الأصغر سنا، وتراه «جين» كشخص شيطاني إلى حد ما بسبب أفعاله السابقة - لكن إلى حد كبير لنفس الأسباب التي تم كشفها في The Last Stand- ومع ذلك يؤدي جيمس ماكافوي الدور بشكل مقنع تماما، حيث يفكر في المعضلة التي صنعها بنفسه إلى حد ما.
يعيش «تشالز اكزافير» في سيناريو «توخى الحذر مما تتمناه»، حيث أصبح الـ «X-Men» أبطالا الآن، والخشية والكره تجاه المتحولين أصبحت أقل من أي وقت مضى، وذلك حتى تعود «جين» إلى الجانب المظلم وتفجر غضبها تجاه «اكزافير» علناً.
يقدم لنا المخرج للمرة الأولى سايمون كينبريغ، الذي قام أيضا بكتابة السيناريو وشارك بتأليف «The Last Stand»، بعض مشاهد الأكشن الرائعة على مدار الفيلم، خاصة معركة الذروة التي تجري علـــى قطار، ويحافظ عـــلى توجــــه متوازن، وكئيــــب إلى حد كبير لجزء من العمل.
في الواقع يمكن القول بأن النصف الأول من الفيلم هو القسم الأفضل والأكثر تناسقا، لكن أسلوب التصوير الذي حظي بدعاية كبيرة، وذلك لتمييزه، كان له تأثير واضح على النصف الثاني من «Dark Phoenix»، حيث تصبح وتيرته غير منتظمة ويضيع بعض المنطق وراء حبكة معينة ولحظات محددة للشخصيات.