بيروت - بولين فاضل
لا يكل الفنان جوزف عطية في رحلة البحث عن الجديد الكفيل بتحقيق إضافة في أرشيفه الفني الذي عمره حتى اليوم ثلاث عشرة سنة، والجديد هذه المرة هو عمل باللهجة البيضاء وآخر باللهجة الخليجية فيما عينه أيضا على خوض أوسع لتجربة الغناء المصري بعد أربعة أعمال لم تحقق له بعد ما يرجوه من حضور كبير في بلاد النيل.
هذا على خط المستقبل. أما راهنا، فأغنياته الحديثة الإصدار «لحظة» «بعيوني» و«عمر عسل» استساغها الجمهور ورددها حتى ان الأغنيتين الأخيرتين اللتين صورت مشاهد منهما في إيطاليا لقيتا أصداء في الصحافة الإيطالية التي أثنت على ترويج جميل لمنطقة «أمالفي كوست» في البلدان العربية من خلال هذين الكليبين.
ومع توالي النجاحات ما عاد الخوف يتملك جوزف إزاء السؤال البديهي «ما العمل التالي وما تراه يكون؟»، فتراكم الخبرات جعل منه عالما بالخيارات وما ينتظره الناس منه في كل فترة، ولا ينكر عطيه أن الأحلام كثيرة ومنها أن تتسع أكثر فأكثر دائرة متابعيه ومحبيه وهو ما يعرف كتسمية بالعالمية، المهم أن يظل في بحث عن كل ما هو خير وصالح على ما أوحاه الكبير الراحل وديع الصافي.
يكفي أن موهبته هي نعمة ربانية والمطلوب حسن التوظيف والاستثمار مع إقراره بأن المغريات في الفن أكثر من أن تحصي ومن بينها المال والشهرة والمقام وكلها عناصر من شأنها تغذية الأنا.
وبحسب جوزف عطية، فإن أرقام المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تغذي بدورها الانا في مكان ما، لكنه رغم ذلك على ثباته في المبادئ الفنية ولديه خطوطه الحمراء التي لا يمكن أن يتجاوزها.
وبين جوزف عطية والآلات الموسيقية علاقة شغف قديمة بناها بفضل موهبة فطرية لم يعمل يوما على تنميتها وهو الأمر الذي يندم عليه اليوم، وهو يعزف قليلا على أكثر من آلة بدءا بالبيانو والعود والطبلة مرورا بالناي والغيتار وصولا إلى القانون، وله محاولاته التلحينية لكنه كما لا يحسن تقييم ما يصنعه ولا يملك الثقة الكافية للجزم بأن ألحانه جميلة، وفي موازاة الألحان، فالكتابة لها حيز في اهتماماته فهو القارئ النهم الذي يمكن أن ينجز قراءة ثلاثة كتب في رحلة جوية طويلة، والروايات هي أكثر ما يستهويه وفي كل مرة يقرأ رواية يتخيل إطارها المصور ويسرح بعيدا.
التمثيل بدوره يعنيه كثيرا وتجربته الأولى فيه يفضلها في شخصية تشبهه بالحياة وغير مركبة، ووسط كل هذه الاهتمامات للحب مكانه في حياة جوزف عطية العاطفي إلى حد التطرف، فحتى اليوم عرف ثلاث قصص حب كبيرة وفي كل منها حلم بتأسيس عائلة، لاسيما أنه يملك تصورا واضحا للعائلة التي يرغب في بنائها.
لا ينكر جوزف انجذابه في مرحلة سابقة إلى النساء الأكبر سنا منه، أما اليوم فاختلفت الحال وما يعنيه بالدرجة الأولى هو أن ينظر مع الآخر في الاتجاه نفسه ويتبنيا الأهداف ذاتها.