قبل نحو أربعة أشهر كان الجميع ينظر الى زين الدين زيدان على انه الحل بعد موسم مخيب وكارثي لريال مدريد خرج منه خالي الوفاض على الساحتين المحلية والأوروبية، ومنذ ان أعلن النادي الملكي عودة المدرب الفرنسي في مارس الماضي ليحل مكان سولاري الذي حل هو الآخر بديلاً لجولين لوبيتيغي، ارتفع منسوب التفاؤل مع الحديث عن ثورة ينوي القيام بها تعيد للميرينغي بريقه المفقود.
منح فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد الضوء الأخضر لزيدان من أجل إحداث هذه الثورة وانفق أكثر من 400 مليون يورو لضم خمسة لاعبين هم: ايدين هازارد وإيدير ميليتاو وفيرلاند ميندي ورودريغو غوس ولوكا يوفيتش، في محاولة لمحو صورة الموسم الماضي والإنطلاق بقوة من أجل استعادة الألقاب المفقودة خاصة لقب الدوري الإسباني.
اليوم وقبل ايام معدودة على إنطلاق الليغا يمر الفريق الملكي بفترة إعداد سيئة كان عنوانها الأبرز الخسارة المذلة أمام أتلتيكو مدريد بسبعة أهداف مقابل ثلاثة، وتفاصيلها ذهاب كل الوعود التي أطلقها المدرب الفرنسي بعد عودته للمرة الثانية إلى سانتياغو برنابيو وسط تخبط فني لا يبشر بالخير على الإطلاق.
من الواضح ان زين الدين زيدان الذي كان جزءاً من الحل لعودة توهج الريال، بات جزءاً من المشكلة، فالمتابع للمباريات الإعدادية التي خاضها الفريق يجد التشكيلة عينها باستثناء ظهور واضح للبلجيكي ايدين هازارد فيما بقية الاسماء الجديدة لم تحصل الا على دقائق معدودة وكأن زيدان يرسم من الآن خططه للموسم الجديد في الوقت الذي لم تفلح تعاقداته في حل المشاكل الأصلية التي عانى منها الريال الموسم الماضي وتحديداً في حراسة المرمى والدفاع بوجود كورتوا وراموس وفاران ومارسيلو وكارفخال.
واذا كان ريال مدريد قد عانى الموسم الماضي من مسلسل طويل من الاصابات حيث أنهى الموسم بـ41 إصابة، فإن زيدان يعود من جولته في الولايات المتحدة الأميركية بأربع إصابات لإبراهيم دياز، أسينسيو، ميندي ويوفيتش، وهو أمر قد يمنحنا صورة واضحة لما يمكن ان يمر به الفريق خلال موسم شاق وحافل بالاستحقاقات المحلية والأوروبية.
في الحقيقة يعود زين الدين زيدان الى ريال مدريد بمفهوم واحد وهو الاعتماد على "الحرس القديم" مع منح الفرصة للنجم ايدين هازارد، في الوقت الذي وجه فيه الفرنسي رصاصة قاتلة لكل اللاعبين الشباب الذين برزوا في الموسم الماضي ومنهم يورينتي، ريغيلون وسيبايوس، فقام ببيع الأول واعار الثاني والثالث، في حين لا يبدو واضحاً ما اذا كان المصير عينه سيطال كوبو وفينيسيوس ورودريغو، وهو ما يطرح السؤال: ماذا يفعل زيدان في ريال مدريد؟
كيف يمكن لزيدان أن يقنع جماهير ريال مدريد بحل ازمة الدفاع وهو ما يزال يشرك الرباعي المعروف، وكيف يستطيع وضع ثقته بالحارس البلجيكي كورتوا وهو الذي اثبت في الموسم الماضي عدم انسجامه مع اللاعبين
الذين يقفون أمامه، وماذا سيفعل لحل مشكلة عدم وجود لاعب وسط دفاعي غير البرازيلي كاسيميرو، وما هو الحل لعدم ثقته بغاريث بايل وجايمس رودريغيز مع الاصابة القاسية التي تعرض لها ماركو اسينسيو؟
الكثير من الاسئلة التي تبحث عن إجابات من مدرب لم يعد يملك كريستيانو رونالدو ولا الروح نفسها في غرفة الملابس منذ توليه المهمة الأولى، ومع ذلك يصر الفرنسي على ان الفريق سيتحسن، لكن السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه هو: كيف يتحسن الريال والمشاكل ما تزال على حالها؟.