بدأت تتصاعد معالم احتقانات سياسية خطيرة بسبب تعليق الموازنة لدى رئاسة الجمهورية وما تتسبب به من توتر مع مجلس النواب ورئيسه من جهة وزيادة الارباكات امام الحكومة ورئيسها من جهة اخرى. وبدا لافتا في هذا السياق ان أصواتا من جهتي كتلتي التنمية والتحرير والمستقبل بدأت تتصاعد حاملة مواقف جديدة بنبرات تحذيرية مباشرة حيال تداعيات تعليق الموازنة تصب كلها في خانة تحميل التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل التبعة والمسؤولية عن هذا التطور. واذا كان أعضاء في كتلة الرئيس نبيه بري بدأوا التحذير من مغبة التنكر لاقرار مجلس النواب الموازنة حسب الاصول كما اسقاط مبدأ احترام حق الناجحين في مجلس الخدمة المدنية في التوظيف لاحقا فان ابرز المواقف اطلاقا التي استوقفت المراقبين السياسيين امس كان موقف عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر الذي ذهب للمرة الاولى الى دعوة الوزير جبران باسيل الى “التعقل” مؤكدا ان باسيل لا يمكنه فرض ارادته على الكتل النيابية الاخرى غير كتلته وحذره بنبرة غير مسبوقة قائلا “لقد نفذ صبرنا”.