كريم حسامي
في وقت تقترب الانتخابات الإسرائيلية في 9 نيسان المقبل، لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستعمل كل اوراقه لاستقطاب الناخبين.
الى جانب الرد الإسرائيلي الأخير على غزة بعد سقوط صاروخين على تل ابيب، كشف نتنياهو أبرز أوراقه لتثبيت “دولة” إسرائيل أكثر فاكثر سياسيا وعسكريا واقتصاديا وجغرافيا، عبر أخذ اعتراف أميركا بالجولان المحتل منذ العام 1967 أرضاً إسرائيلية.
وقال الخبير العسكري العميد المتقاعد خليل حلو لموقع “ليبانون فايلز” ان “أميركا بدأت تغيير خطابها فأصبحت تعتبر الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية بعدما كانت تعتبره محتلاً، وهناك مسعى من السناتورات الجمهوريين كليندسي غراهام وتيد كروز وغيرهم لاصدار قانون يعترف بسيادة إسرائيل على الجولان”.
وأضاف حلو ان “هذا المسعى ليس أخطر من الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة اليها، الذي أحدث ضجة كبيرة حيث تبعت دول عدة أميركا في هذه الخطوة وعارضتها أخرى، والأمور هدأت بعد ذلك”، مشيرا الى ان “هذه الأحداث لن تؤدي الى حرب”.
وتابع: “فلنتصور ما يمكن حصوله في حال الاعتراف الأميركي بالجولان”:
* عسكريا: الجيش السوري أضعف من التفكير بالقيام بأي خطوة تجاه هذا الموضوع، فمنذ العام 1967 حتى اليوم، لم يقوموا بأي محاولة، عدا المحاولة الفاشلة العام 1973 (عندما كانت إسرائيل ستصل الى الشام بعد هجوم مضاد) وحينها كانت سوريا قوية جداً في ميزان القوى. أما اليوم وبعد الحرب الأهلية، فماذا بقي من الجيش السوري؟ لا وسائل تسمح له بالقيام باي خطوة.
والروس حلفاء الإسرائيليين، وكحد أقصى لن يعترفوا بالجولان إسرائيلية، وأوروبا لن تفعل شيئا.
القدس رمزياً أهم من الجولان بكثير، فالجولان يهم سوريا بينما القدس تهم العالمين المسيحي والمسلم و”الفاتيكان” لم يتعرف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكن كل هذا لم يؤثر.
* نتائج الاعتراف: ردات فعل أوروبية بدأت سابقا مثل عدم شراء منتجات إسرائيلية من الجولان، فعندهم انتاج زراعي كبير كالنبيذ والزيت وغيرها ترفض دول أوروبية شرائها من الجولان. وهذا ما يحصل اليوم في دول عدة
* احتمال قطع العلاقات مع إسرائيل او رفض شراء الغاز او البضاعة الإسرائيلية، لكن لا ردود فعل كبيرة، فالاسرائيليون اليوم هم تقريبا في المرتبة الأولى في مجال التكنولوجيا والتقنية العالية”.
لا امكانات لإسرائيل للتوسع؟
وشدد الخبير العسكري على ان “وضع الشرق الأوسط المزري بلغ نقطة ان العالمين العربي والإسلامي لا يهتمان بالقدس او الجولان اللذين اصبحا في آخر لائحة الأولويات”، مؤكدا ان “التركيز حاليا على التهدئة في سوريا والعراق والوقوف ضد الخطر الإيراني وليس الخطر الإسرائيلي حتى ولو لم يعترف العرب باسرائيل”.
العرب ليسوا قلقين على إسرائيل، يشير حلو، لانهم يدركون انه لا يمكنها التوسع كثيرا وان لا إمكانات وقدرة لإسرائيل على التوسع .
وأوضح: “الجولان (1200 كم مربع)، سوريا (186 ألف كلم مربع)، غزة (أقل من ألف كلم مربع) والضفة الغربية، كل هذه البقع لا تتعدى مساحتها ربع لبنان”، مضيفا ان “العرب يدركون ان إسرائيل لديها مشكلة عمق ولا يمكنها التوسع لان ليس لديها جهاز بشري كاف للبقاء في الأراضي، والمستوطنات في الضفة الغربية.
خليه “حزب الله”
وبعد الكشف الإسرائيلي عن خلية لـ”حزب الله” في الجولان، أشار حلو الى ان “الحزب غير قادر على فعل شيء في الجولان بعدما أضعفهم الإسرائيلي بشكل كبير جراء ضرباته”، مؤكدا ان “هذه التقارير عبارة عن كلام إسرائيلي انتخابي استهلاكي لاظهار ان نتنياهو متشدد اكثر من منافسه”.
وعن “صفقة القرن” المنوي الإعلان عنها بعد الانتخابات الإسرائيلية، شدد حلو على ان “لا صفقة قرن من دون طرفين، فالفلسطيني والعربي، وخصوصا السعودي يرفض الصفقة، والدليل مستوى تمثيل السعودية في مؤتمر “وارسو”.
وأكد ان “على الإسرائيليين تقديم تنازلات للفلسطينيين عبر إعطائهم حقوقهم لنجاح الصفقة، فلن يقبل الفلسطيني باي صفقة تحت الضرب وليٌعاملوا الفلسطيني كبشري أولا”.
ضربة على الحزب؟
من جهة أخرى، لفت الى ان “الانسحاب الأميركي سيخلق فراغا بحيث ستتنافس كل من روسيا وايران والنظام السوري وتركيا لملئه”، مضيفا: “عندما ستحاول ايران تعزيز نفوذها في هذه المناطق، ستزيد احتمالات مخاطر مواجهة مع إسرائيل لكن ليس حرباً شاملة مثلما كنا نراه سابقاً بل ضربات اكثر من محدودة لا يوقفها أي شيء”.