2025- 01 - 12   |   بحث في الموقع  
logo تنافس إقليمي دولي على لبنان وسوريا:النفط وترسيم الحدود logo دعوهم يلعبون...واصمتوا! logo ميقاتي مرشح الثنائي الشيعي رئيساً للحكومة؟ logo التمادي الإسرائيلي يقوّض فرص الاستقرار والسلام logo حلب تبحث عن الأمن..من يخلصها من "شبيحة" الأحياء المعتمة؟ logo حدث طارئ قرب مزارع شبعا.. وبيانٌ من الجيش الإسرائيليّ logo مبنى يثير الهلع في طرابلس.. ما القصة؟ logo مانشستر سيتي يسحق سالفورد بثمانية في كأس الإتحاد الإنكليزي
كيف تردّون الجميل لأهلكم؟
2019-07-26 10:00:02

كتبت ساسيليا دومط في صحيفة “الجمهورية”:

تمرّ السنوات بسرعة، بين حبٍّ وزواجٍ وإنجاب، يكبر الأبناء والبنات دون أن ننتبه الى أننا نكبر نحن أيضاً. يذهبون غالباً، ويرحلون حيث نحتاج وجودَهم. ومحظوظٌ هو مَن يجد أولاده بالقرب منه في المراحل المتقدمة من العمر، إلّا أنّ هذه النسبة قليلة، أما الباقون، فيعيشون وحدةً وفراغاً ومللاً.

كنت حاضرة عندما كان مخايل وزوجته وردة يذكّران بعضهما بأيام الشباب، فقالت: «كان بدك نجيب صبيان تا يأمنولنا آخرتنا، كنت أنا قلك إنو البنات أحسن، لأن البنت عاطفية وبتضل تطل عا أهلا، ومين عم نشوف غير البنت؟ كان معي حق يا مخايل».

الأشخاص المتقدمون في السن هم الأكثر عرضة للشعور بالوحدة والعزلة الإجتماعية، ولذلك تأثيرٌ حتمي على صحتهم النفسية والجسدية. إلّا أنّ ذلك لا يعني استحالة مساعدتهم للتخلص من ذلك، حتى عندما يسكنون لوحدهم. فالآلاف من المسنّين في لبنان يعيشون وحدة وعزلة، خصوصاً مَن تزيد أعمارُهم عن الخمسة وسبعين عاماً، ومعظمهم ممّن أنجبوا وربوا وعلّموا وزوّجوا أبناءَهم، أو سفَّروهم، وأصبحوا في معظم الحالات لوحدهم.

الخطير في الوحدة هو ما يترافق معها من الشعور بالإهمال وعدم الإهتمام، حيث يتلهّى الأبناء بانشغالاتهم وعائلاتهم وينسون مَن أتى بهم إلى هذه الحياة، وأحبَّهم وتعب في تربيتهم، ورأى فيهم كل الأمل والفرح.

إلّا أنّ الشعور بالوحدة بسبب السفر أو انتقال الأبناء إلى بيتهم الزوجي، مقبول نسبياً، قياساً مع من يعيش مع أولاده في البيت نفسه، دون الإنتباه لوجوده أو حتى إلقاء التحية عليه لعدة أيام متتالية. وفي بلد لا قانون فيه لضمان الشيخوخة، يعاني المتقدم في السن من الخوف والقلق من الغد؛ مَن سيهتمّ به؟ مَن سيرعاه؟ هل سيتمكن من تأمين دوائه؟ ماذا عن حاجاته الأساسية؟

قد يمضي الشخص المسن فترة تزيد عن الشهر دون أن يكلّمَه صديق أو جار أو حتى فرد من العائلة. أسبابُ الوحدة والعزلة الإجتماعية كثيرة، فقد يكون التراجع الصحي، التوقف عن العمل والإنتاج، وفاة الشريك، أو العجز الكلي وعدم القدرة على التنقل.

ويترافق الشعور بالوحدة والعزلة مع الإحباط الذي قد يصل إلى الإكتئاب، مع أعراض الحزن والقلق وعدم الرغبة بالعيش، بالإضافة إلى اضطرابات النوم والشهية، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى عدم الراحة النفسية والجسدية.

وقد تتسبّب عزّة النفس لدى الشخص المسنّ بالوحدة، حيث لا يتنازل طالباً الإهتمام والمساعدة. يعيش معظم مَن تخطّوا سن الخامسة والسبعين بعيداً عن أولادهم، حيث يتلهّى الأولاد بمسؤوليات الحياة العائلية والإقتصادية، كيف لا والناس مضطرون في يومنا هذا للعمل في أكثر من مكان ليتمكّنوا من تأمين احتياجات العائلة، بالإضافة إلى العناية الخاصة التي يتطلّبها أطفال اليوم صحياً ودراسياً، ناهيك عن ضرورة إهتمام كلٍّ منا بالشريك؛ كل ذلك ينعكس ابتعاداً عن الأهل، قد يكون قسرياً أو إهمالاً عن سابق تصوّر وتصميم.

قد يعتب الشخص المسنّ على أولاده، ويترجم ذلك بتصرفات عدوانية، وكلام جارح، وذلك بسبب توقعاته الكثيرة من قبلهم، فيرتدّ سلباً على دينامية العلاقة المتبادلة، ويشعر الأبناء بالتقصير وبعذاب الضمير تجاه أهلهم، فيتجنّبونهم ويتهرّبون من اللقاء بهم.

كيف تلعبون دوراً إيجابياً في إطالة عمر المسنّ من خلال راحته النفسية؟

الإقامة والسكن:



وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2025
top