أحال الجيش الموريتاني الممثل الكوميدي الشهير خون ولد حمود ولد فال، المعروف بـ“كوص“، إلى فرقة الدرك في مدينة افديرك شمالي البلاد، تمهيدا لنقله إلى مدينة ازويرات قبل محاكمته رفقة عدد من المنقبين عن الذهب، تم القبض عليهم داخل المنطقة العسكرية المغلقة.
وتم توقيف الممثل الكوميدي الموريتاني، قبل يومين، بعد تنقيبه داخل المنطقة العسكرية رفقة خمسة منقبين عن الذهب، حيث يمنع دخول هذه المنطقة أصلاً، وحددت أماكن منها يسمح للمنقبين عن الذهب دخولها وفق شروط معينة.
وسبق للجيش الموريتاني أن حذر المواطنين من دخول منطقة تمتد على مدى مئات الكيلومترات، قرب الحدود مع مالي والجزائر، في أقصى شمال شرق البلاد، حيث يعمل الجيش على مكافحة أنشطة عصابات التهريب والجماعات المسلحة في الساحل التي تنشط في المنطقة.
ويعتبر الممثل ”كوص“ واحدًا من أشهر نجوم الكوميديا في البلاد، وشارك في عدة أعمال مسرحية وتلفزيونية، وحصد شهرة واسعة من خلال مسلسل “ ورطة في ورطة“، الذي بُث عبر شاشة التلفزيون الموريتاني على مدى عدة سنوات، قبل أن يقدم في شهر رمضان الماضي مسلسل ”شيف وكوص“.
وبسبب الواقع الصعب للمسرح والدراما في موريتانيا، هاجر خونة ولد حمود ولد فال إلى عدة دول عربية وأفريقية، أبرزها انغولا، والمملكة العربية السعودية للعمل، قبل أن يعود مجددًا إلى موريتانيا ويقدم بعض الأعمال الفنية.
وبسبب تنقيبه عن الذهب داخل المنطقة العسكرية المغلقة، قد يواجه خون ولد حمود، عقوبة بالسجن لعدة أشهر مع دفع غرامة مالية.
تعاطف واسع
ولقي الممثل الكوميدي تعاطفًا كبيرًا في موريتانيا، على مواقع التواصل الإجتماعي، وفي الأوساط الثقافية والإعلامية.
وعلق مدون موريتاني يدعي الشيخ بد الشيخ بده على توقيف كوص، وإحالته للقضاء صحبة بعض المنقبين عن الذهب، قائلا: ”بلد لا توجد فيه معاهد للمسرح والفنون الجميلة من الطبعي أن تندثر فيه المواهب بهذا الشكل“.
فيما كتب الصحفي الموريتاني قريني ولد مينوه حول نفس الموضوع: ”جرم كوص الكبير، أنه أكثر من أدخل السرور على قلوب الموريتانيين خلال العشرية الأخيرة، ظلت قبعته ووجهه الطفولي الباسم شلال مرح، يدخل دون استئذان بيوتنا، ويربت على اكتافنا فى أيام بؤسنا المقيم، لا شيئ يدخل الفرح على الموريتاني غير أخبار الأمطار ووجه كوص، جرمه الكبير أنه احترف في مجال ترابي لا يُقدر المواهب، ولا يؤمن بتقدير التخصصات“.
من جهته علق الناقد والدكتور الشيخ ولد سيدي عبدالله، على توقيف كوص، قائلًا: ”أغلب بلدان العالم هناك فرقة فنية خاصة بالتلفزيون تجمع بين التمثيل والغناء، فقط في موريتانيا تصنف الفنون ضمن دائرة الأعمال أو الوظائف الدونية، لو كانت التلفزة مهتمة بالمواهب الفنية لكانت احتضنتها ضمن فرقة خاصة بها توكل إليها مهمة إنتاج الأعمال الدرامية والمسرحية“.
وأضاف ولد سيدي عبد الله: ”ما زلنا ننظر إلى الفنان المسرحي بازدراء ونتعامل معه بنوع من التعالي المريض ”، وتساءل ”لماذا يلجأ أغلب الفنانين إلى مهن بعضها أقرب إلى التزلف والتملق؟ لماذا يفكر أشهرهم وأكثرهم حضورًا في ذهنية الناس إلى التغرب تارة في أدغال أفريقيا بحثا عن لقمة عيش كريم، وتارة يقبض عليه منقبًا عن الذهب في مناطق نائية؟ السؤال موجه لوزارة الثقافة ولوسائل الإعلام الرسمية التي امتصت جهود هؤلاء على مدى تاريخها وصالحتهم مع شاشتها وأثيره“.