صدر كتاب جديد للاعلامي عماد الدين رائف بعنوان ″قصص ستيبان كوندوروشكين السورية – بلاد الشام قبل قرن بريشة روسية″، والكتاب عبارة عن دراسة وترجمة للقصص التي كتبها المفتش المدرسي الروسي ستيبان كوندروشكين أثناء إقامته في بلادنا بين العامين 1898 و1903، وهي قصص اجتماعية عن الحياة اليومية للسكان، نشرها كوندوروشكين في مجلة ″الغنى الروسي″ في سان بطرسبورغ بين العامين 1902 و1905، وجمعها في كتاب ″قصص سورية″ سنة 1908، وكتاب ″قارع الأجراس″ سنة 1914.
عمل ستيبان كوندوروشكين معلما في مدرسة مشغرة التابعة للجمعية الإمبراطورية الأرثوذوكسية الفلسطينية، ثم مساعدا للمفتش التربوي في دائرة جنوب سوريا، وقد جمع الملاحظات عن الحياة الاجتماعية وضمنها في قصصه، وعالج مسألة المزاج السائد بين السكان في الحقبة التي سبقت الحرب العالمية الأولى، وآمال التخلص من الاضطهاد العثماني، والصراعات المحلية، والتعايش السلمي بين أبناء الطوائف المختلفة، وانحلال الروابط الأسرية، وإشكالية الهجرة، والعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية.
ويعتبر كوندوروشكين المعلم الروسي الوحيد الذي عمل في منطقة بعيدة عن المدن والبلدات الكبيرة. وقد تمكن من الاحتكاك بالناس، متنقلا على متن حصانه بحرية بين فلسطين وسوريا ولبنان، وهو يجمع مشاهداته عن القرى والبلدات، عن الطبيعة الساحرة.
في قصص كوندوروشكين حكاية الإنسان المشرقي في دمشق وغوطتها وباديتها، في غور الأردن، في لبنان الشرقي وقراه المعلقة مصابيح على سفوح حرمون، في البقاع الغربي وراشيا وحاصبيا ومشغرة، في مرجعيون وبلاد بشارة، في فلسطين بين طبريا وبانياس، في جبل لبنان وخط الشام، في الساحل بدءا من صور وصولا إلى طرابلس، مرورا بصيدا وبيروت وبحرها الأبيض ومينائها.
ويتضمن الكتاب الصادر في 304، عن ″دار المصور العربي″ في بيروت ومن إخراج فؤاد مقداد، ترجمة كاملة لكتاب ″قصص سورية – 1908″، الذي يحتوي على 15 قصة اجتماعية، بالإضافة إلى قصتين نشرتا في مجلة ″الغنى الروسي″ سنة 1902، و″قارع الأجراس″.
ويذكر أن كتاب ″قصص سورية – بلاد الشام قبل قرن بريشة روسية″ هو السادس لرائف في سلسلة من البحوث والترجمات في التفاعل الحضاري بين أوراسيا والعالم العربي.