من الواضح ان العلاقة بين زين الدين زيدان مدرب ريال مدريد والجناح الويلزي غاريث بايل باتت منتهية خاصة في أعقاب القنبلة المدوية التي أطلقها المدرب الفرنسي اثر خسارة الميرينغي أمام بايرن ميونيخ الألماني في كأس الأبطال الدولية، في أول تصريح صريح من جانب زيزو منذ عودته لتدريب الفريق الملكي قبل نهاية الموسم الماضي.
ومنذ التعاقد مع الجناح البلجيكي ايدن هازارد قادماً من تشيلسي اللندني هذا الصيف، بدا واضحاً ان مسار الأمور يسير في اتجاه الاستغناء عن اللاعب الويلزي خاصة بعد المستويات المتدنية التي قدمها في العامين المنصرمين اضافة للاصابات المتكررة التي عانى منها بايل على مدار السنوات التي قضاها مع ريال مدريد حيث غاب عن 79 مباراة في الدوري الإسباني في المواسم الـ4 الماضية.
ومع ذلك بقيت "النار تحت الرماد" على رغم صيحات الاستهجان التي كان يلقاها في سانتياغو برنابيو، حيث سعت ادارة فلورنتينو بيريز في المباريات الأخيرة من الموسم الماضي لتسويق اللاعب عبر الضغط على الجهاز الفني من أجل منحه المزيد من الدقائق على أرض الملعب، الا ان النتيجة كانت فشلاً تلو الآخر وهو ما أبقى خطوط المفاوضات مع الأندية الأخرى "خارج الخدمة" إن بسبب عدم الرغبة في التعاقد مع اللاعب او لضعف فيمة الانتقال.
وحين يقول زيدان بكل صراحة ان النادي يعمل على رحيله خلال يومين من أجل مصلحة الجميع، فإن ذلك يعني من دون ادنى شك ان مسيرة غاريث بايل مع ريال مدريد انتهت الى غير رجعة، الا ان السؤال الهام الذي يطرح نفسه هو لماذا فضل المدرب الفرنسي الحديث عن انهاء العلاقة مع الويلزي بهذه الطريقة؟
مما لا شك ان طريقة زيدان حملت نبرة عالية جوبهت برد قاس من وكيل اعمال بايل جوناثان بارنيت الذي انتقد بشدة المدرب الفرنسي قائلا "زيدان عار، فهو لا يحترم لاعب قدم الكثير لريال مدريد"، الا ان المتابعين للميرينغي باتوا يدركون جيداً ان "المهمة الثانية" لزيدان مختلفة كلياً عن الأولى حيث كان الفريق يعج بالنجوم ويملك الكثير من مفاتيح الفوز التي ساعدت زيزو على الفوز بعدد كبير من الألقاب منها دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات.
يريد الفرنسي هذه المرة أن يظهر للجميع "النسخة الثانية" من زيدان، تلك النسخة التي تحمل في طياتها شخصية صارمة هدفها انهاء كل الفوضى التي كانت تعج في غرفة الملابس طوال الموسم الماضي، والاعتماد على عناصر جديدة تم استقدامها هذا الموسم في محاولة لازالة "الترهل" الحاصل في الفريق وحالاة اللامبالاة التي مر فيها الميرينغي على مدى موسمين.