بيروت ـ جويل رياشي
كان جمهور المهرجانات الصيفية في لبنان على موعد امس مع «العندليب الأسمر» عبدالحليم حافظ في سهرة «من العمر» على مدرج معبد باخوس في قلعة بعلبك. حدث غير عادي، في مناسبة تكريمية لصاحب الصوت «الخالد» في وجدان الجمهور العربي بمختلف أطيافه.
في عيده التسعين، وبمرور نصف قرن على زيارته بعلبك برفقة الممثلة نادية لطفي، حيث صورا مشاهد من «كليبات» فيلم «أبي فوق الشجرة»، عاد «العندليب» الى القلعة ورافق الساهرين عبر عروض مصورة لمقاطع من افلامه على ثلاثة من جدران بعلبك في معبد باخوس، الا ان الرفقة الأحلى كانت في حناجر الفلسطيني محمد عساف نجم السهرة الرئيسي مع المغنيين في الأوبرا المصرية نهى حافظ ومحمد شوقي.
تأخر لقاء «العندليب» مع جمهور بعلبك الذي تنوع بين لبنانيين وعرب وأجانب كثيرا، لكنه حصل ولو مواربة، وكانت امسية جميلة تستحق ان تدون في سجلات المهرجان الدولي العريق.
65 عازفا من الأوركسترا الرومانية، بالتعاون مع الأوركسترا الوطنية اللبنانية بقيادة المايسترو المصري هشام جبر، الذي تولى التوزيع الموسيقي ووضع التصور الأوركسترالي للحفل، فيما أخرج الڤيديو مواطنه أمير رمسيس.
12 أغنية اختارها جبر بعناية، في مشاركته الثانية في بعلبك، بعد اولى العام الماضي شهدت تكريم «كوكب الشرق» أم كلثوم، في الذكرى الخمسين لاحيائها حفلها التاريخي في بعلبك.
بعد افتتاح المهرجان بمقطوعة موسيقية «وحياة قلبي وأفراحو»، خاطب جبر الحضور متناولا رهبة الوقوف في مكان شهد حضور نجمتين كبيرتين هما أم كلثوم والسيدة فيروز، وشكر للجنة مهرجانات بعلبك ثقتها، من دون الإسهاب في الكشف اذا ما كان سيضرب موعدا سنويا مع جمهور المهرجان، وهو المستحق والقادر على تكرار تجربة كبار مروا على ادراج بعلبك.
جبر الانيق توجه ثلاث مرات الى طرفي المسرح لاصطحاب النجوم عساف وشوقي وحافظ. وتحدث نجم «أراب آيدول» 2013 عن تحقيق حلم الوقوف على مدارج بعلبك، وكان ابن غزة اشار في تصريح صحافي نشر صباح الحفل، الى انه غير مصدق «كيف استطعت الوصول الى بعلبك».
وتوجه الى الجمهور قائلا «في هذا المكان تتوقف كل الكلمات»، وبعدها استهل اغنياته الست المنفردة بـ «الهوا هوايا»، ثم «انا كل ما قول التوبة» وختم القسم الاول بـ «جبار» التي تماهت مع صوته العذب والجبار في آن.
نصيب محمد شوقي في القسم الاول كان «يا قلبي يا غالي»، وديو مع نهى حافظ «تعال اقلك»، التي استعادت الممثلة والمغنية شادية.
في القسم الثاني، ديو لحافظ وعساف «حاجة غريبة»، ثم اغنية لشوقي «بلاش عتاب» بأداء اصاب فيه صوت العندليب بشكل كامل، بعده غنت حافظ «بيني وبينك ايه»، ثم أدى عساف ثلاث اغنيات «اهواك»، «شغلوني»، و«جانا الهوا» التي انتهت معها امسية استمرت 90 دقيقة غناء، ومرت سريعا على الجمهور الذي كان يمني النفس بـ«اللانهاية».
امسية شائقة جعلت الجمهور، وخصوصا قاصدي المهرجان للمرة الاولى يجيبون عن سؤال لطالما طرحوه على انفسهم.. نعم تستحق مهرجانات بعلبك قطع كل هذه المسافة من كل انحاء لبنان لمواعدة التاريخ والحضارة والفن.