رمال قاعدة الأمير سلطان في السعودية تتحرك.. تجهزاً لـ"الباتريوت"
2019-07-20 20:14:46
تركزت الأنظار صوب السعودية بعد أن كشفت وسائل إعلام أميركية عن صور التقطتها الأقمار الاصطناعية، وأظهرت نشاطات لافتة وعمليات بناء في قاعدة الأمير سلطان الجوية بالمملكة.
وبالإضافة إلى الصور التي تم نشرها وتدوالها على نطاق واسع، قالت شبكة "CNN" نقلا عن جيفري لويس، من معهد ميديلبوري للدراسات الدولية، "إن قوة أميركية وصلت إلى القاعدة الجوية السعودية منتصف شهر حزيران 2019، وأن معدات بناء ظهرت بنهاية المدرج الجوي في الـ27 من حزيران في إطار عمليات تحسين جارية على النمط ذاته الذي يستخدمه مهندسو القوات الأميركية"، وقد أكد، حينها، مسؤولان في الدفاع الأميركية أن عمليات تحضير مبدئية تجري في القاعدة السعودية في الوقت الحالي، بهدف دعم منظومة صواريخ "باتريوت".
سيل المعلومات لم يتوقف عند هذا الحد، بل تم الكشف أيضا عن العدد المحتمل من الجنود الأميركان الذين من المتوقع أن يصلوا إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية، (تتواجد فيها قوة أميركية صغيرة لعمليات الدعم تتمركز حاليا داخلها)، والتي قدرت بـ500 جندي، علما أن واشنطن أعلنت أنها سترسل 1000 عسكري إضافي إلى منطقة الشرق الأوسط في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات مع إيران.
التطورات لم تتوقف عند مستوى التقارير الإعلامية الأجنبية، بل عقبها إعلان سعودي رسمي بموافقة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على استقبال قوات أمريكية لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين، لتثبت وتأكد ما سبق.
لم تمر على القرار السعودي سويعات حتى سارع "البنتاغون" هو الآخر لإصدار بيان، أعلن فيه أن القائم بأعمال وزير الدفاع مارك إسبر، أذن بإرسال قوات وموارد أمريكية إلى السعودية، مؤكدا أن الخطوة تقدم "رادعا إضافيا" في مواجهة التهديدات "الحقيقية" في المنطقة، خاصة وأن القرار صدر بالتوازي مع تأكيدات نشرتها وكالة "أسوشيتد برس" بشأن وصول جزء من القوات الأمريكية ومنظومات صواريخ "باتريوت" إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية الواقعة شرق السعودية.
جدير بالذكر أنه تم استخدام القاعدة، التي تبعد قرابة 80 كم عن العاصمة الرياض، كمركز قيادة في حرب الخليج الأولى عام 1991 وأثناء غزو العراق عام 2003، لكن وفي عام 2003، انتقل حوالي 4500 جندي أمريكي إلى دولة قطر المجاورة، وبقي بالسعودية حوالي 500 جندي أمريكي فقط ظلوا متمركزين فيما يعرف بـ"قرية الإسكان".
هذا الإعلان والتطور الذي لم يكن مفاجئا بقدر ما كان سريعا، وتزامن، تقريبا، مع إعلان الدوحة افتتاح "قاعدة الظعاين البحرية" بمنطقة سميسمة، أكبر القواعد القطرية لأمن الحدود البحرية قبالة إيران، وذلك في إطار إجراءات تتخذها لتعزيز أمن سواحل البلاد وحدودها.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة وقطر، اتفقتا في يناير 2019، خلال أعمال الجولة الثانية من "مؤتمر الحوار الاستراتيجي" بين البلدين، على توسيع السلطات القطرية قاعدة "العديد"، التي تحتضن حاليا نحو 11 ألف عسكري أمريكي، وذلك على حساب الدوحة التي تقدمت بهذه المبادرة، خاصة وأن "العديد" تعد أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتمثل مركزا أساسيا لانطلاق عمليات قواتها الجوية في المنطقة، كما تعد من أهم ضمانات العلاقات الوثيقة بين البلدين، والتي تسعى قطر إلى تعزيزها في ظل الأزمة الخليجية وخلافاتها مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر وتفاقم الأزمة بين بعض دول المنطقة وإيران.
وكالات