تأهلت الجزائر إلى الدور النهائي من كأس أمم أفريقيا 2019 بعدما هزمت نيجيريا 2-1 في المباراة التي احتضنها استاد القاهرة في العاصمة المصرية ضمن الدور النصف النهائي من البطولة.
المدير الفني لمنتخب الجزائر جمال بلماضي لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-1-4-1 مع بغداد بو نجاح كرأس حربة صريح فيما لعب المدير الفني لمنتخب نيجيريا جيرنوت روهر بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع أوديون إيغالو كرأس حربة صريح.
الشوط الأول:
الجزائر بدأت المباراة بشكل جيد للغاية حيث كانت ممسكة بخط وسط الملعب وحاولت اللعب الهجومي السريع مع تحرك جناحي الفريق محرز والبلايلي ومد بو نجاح بالكرات في عمق دفاع منتخب نيجيريا الذي اعتمد على الدفاع من منتصف الملعب ثم الإعتماد على انطلاقات سريعة خلف الدفاع الجزائري بقيادة اللاعب السريع أحمد موسى.
المنتخب الجزائري استمر الأفضل مع ضعف واضح في عمق الدفاع النيجيري ونجاح رباعي خط الوسط الهجومي بمد المهاجم بغداد بو نجاح بكرات خالصة أمام المرمى لكن الأخير تفنن في إضاعتها لكن النشاط الجزائري استمر مع تحرك جيد من طرفي الملعب وتقدم دائم من الأظهرة لوسط الملعب من أجل الضغط أكثر على المنتخب النيجيري المتراجع للخلف نحو نصف ملعبه ليعكس رياض محرز كرة عرضية تابعها عن طريق الخطأ مدافع منتخب نيجيريا إيكونغ إلى داخل مرماه عند الدقيقة 40 لتتقدم الجزائر 1-0.
بعدها حاولت نيجيريا التحرك وإظهار ردة فعل سريعة لكن الجزائريين عرفوا كيف يصمدوا في الشق الدفاعي وينهوا الشوط الأول لمصلحتهم 1-0.
الشوط الثاني:
نيجيريا بدأت الشوط الثاني كما يجب حيث سعت لأخذ المبادرة والسيطرة على خط وسط الملعب من أجل تعديل النتيجة لكن الجزائر سعت إلى عدم الرجوع للخلف والبقاء في الصورة الهجومية مع استمرار الرباعي في خط الوسط بالتحرك الجيد بعمق الدفاع النيجيري وهذا ما كان يكسر إيقاع منتخب نيجيريا الهجومي فيما اكتفت نيجيريا ببعض الكرات العرضية وتحركات من قبل جناحي الفريق شوكويزي وأحمد موسى مع إيووبي خلف مهاجم الفريق إيغالو.
وعندما كانت الأمور محصورة في خط وسط الملعب مع بعض الكرات الخجولة لنيجيريا هجوميا وتمركز جيد للجزائر دفاعيا، حصلت نيجيريا على ركلة جزاء بعد اللجوء لتقنية الفيديو ترجمها إيغالو بنجاح لتتعادل النتيجة 1-1 عند الدقيقة 72.
الجزائر عادت لأخذ المبادرة الهجومية وسط تراجع نيجيري للخلف فيما أجرى مدرب نيجيريا روهر تبديله الأول بإخراج شوكويزي وإدخال أونييكوري لتنشيط الجهة اليمنى. ومع تحكم الجزائر من جديد بإيقاع اللعب، سعت إلى لعب الكرات القصيرة والضغط أكثر على نيجيريا التي تراجعت للخلف ومع أسلوب لعب بكرات قصيرة وتحركات سريعة، ضغطت الجزائر بقوة مع نشاط مميز من الفريق ككل وجرأة في التقدم للأمام بالأوقات الحاسمة وتجنب خوض الأشواط الإضافية لتحصل على ركلة حرة نفذها رياض محرز بنجاح وأهدى الجزائر فوزا غاليا وضعه في نهائي كأس أمم أفريقيا 2019.
ملاحظات عامة:
لم يقم المدرب جمال بلماضي بأي تغيير خلال المباراة وهذا ما يعكس أمرين، أول الثقة العالية بلاعبيه الذين كانوا يؤدون بشكل جيد ووفقا لما يريد والأمر الثاني هو اللياقة البدنية الجيدة التي استمر بها الجزائريون رغم خوضهم لأوقات إضافية في الدور الربع النهائي وهو أمر راهن عليه النيجيريون نوعا ما لكنهم فشلوا في ذلك.
راهن مدرب منتخب نيجيريا على العامل البدني لمنتخب الجزائر كونه خاض أشواطا إضافية قبل ذلك، وهو سعى للتحرك أكثر في الشوط الثاني لكن الفريق كان عاجزا عن السيطرة على خط وسط الملعب وهو ما ظهر من خلال الإستحواذ احيانا على الكرة إنما من دون تهديد حقيقي لمرمى الجزائر بل إن الجزائر هي من تراجعت في الشوط الثاني من أجل العودة بقوة في آخره وهو ما رأيناه فعليا في المباراة.
كان ملفتا للنظر الروح التي يلعب بها منتخب الجزائر والتقارب التكتيكي بين خطوط الفريق الثلاثة حيث بدا بأن خطة 4-1-4-1 التي يلعب بها مدرب الجزائر جمال بلماضي والتي كانت تتحول إلى 4-5-1 دفاعيا و4-1-2-3 هجوميا ما منح الفريق مرونة كبيرة في التحول من الدفاع إلى الهجوم والعكس وهذا يعكس العمل المميز لبلماضي برفقة الفريق ولمسته الواضحة على طريقة اللعب.