البترون
رعى وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش حفل تخريج فوج "المكرم
البطريرك الياس الحويك" في جامعة العائلة المقدسة ـ البترون في حضور الرئيسة
العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات الاخت ماري انطوانيت سعاده رئيسة
مجلس امناء الجامعة، رئيسة الجامعة الاخت هيلدا شلالا ومجلس الجامعة، عمداء
الكليات والاساتذة بالاضافة الى اهالي الطلاب.
بعد دخول مجلس الجامعة تتقدمهم الاخت شلالا دخل الطلاب ثم افتتح الحفل
بالنشيد الوطني اللبناني فكلمة تقديم من وديع فدعوس وستيفاني روحانا.
شلالا
وبعد عرض فيلم وثائقي عن
الجامعة ألقت الاخت شلالا كلمة ترحيب وتهنئة وشكر وقالت:"إنّهُ شهرُ تمّوز،
شهرُ نهايةِ العامِ الجامعيِّ الّذي يُغلقُ أبوابَهُ على كلِّ ما مضى. كما العمرُ
الّذي نختَبرُهُ، كلَحظةٍ هارِبَةٍ تغادِرُنا بكلِّ ما فيها إلاّ من الذّكريات
الّتي تعودُ بِنا لتذكِّرَنا بأنَّنا نحنُ أيضًا ذكرياتٌ عابرةٌ في رحلةِ الحياةِ
ولكن راسخةٌ في قلبِ اللهِ الّذي يكتُبُ لنا الخيرَ في كُلِّ خطوةٍ وعلى كُلِّ
صفحةٍ من صفحاتِ حياتِنا. إنّهُ شهرُ تمّوز، الشَّهرُ
المباركُ الّذي فيهِ أُعلِنَ البطريكُ الحويّك مُكرَّمًا على طريقِ القداسة. وفي
هذهِ المناسبةِ يسرُّني أن أُطلقَ على دُفعتِكُم أيّها الخريجّون "فوجَ
المكرَّمِ البطريرك الحويك" لتكونوا باكورةَ من يحملُ هذا الإسمَ المقدّس."
وتوجهت الى الوزير
بطيش بالقول:"نحنُ نقدِّرُ الجهودَ الجبّارةَ الّتي
تبذلونَها في سبيلِ وضعِ لبنانَ على سكّةِ الإزدهارِ والتّنميةِ المستدامة. كما
نُدرِكُ تمامًا المساحةَ الّتي يحتلُّها الشبابُ اللبنانيُّ في خطّةِ عملِكُم وفي
رؤيتِكُم الإقتصاديّة. واليومَ ومن على هذا المِنبَرِ وفي هذا الحدثِ المجيدِ
نؤكّدُ لكُم استعدادَ طلاّبِنا ليكونوا من عِداد فِرقِ الإنقاذِ فهم مستعدّون
ومهيّئون ليضعوا طاقاتِهِم العلميّةَ والشبابيّةَ في خدمةِ لبنان وحمايةِ
الإقتصادِ الوطنيّ"..
وثمنت جهود العمداء والاساتذة وهنأنتهم وهنأت "هذه الدُّفعةِ من
المتخرّجينَ الّذين يُنشدون اليوم، بأرقى وأسمى الألحان، نشيدَ التميُّزِ وقد طالَ
صداهُ ضفّةَ الحياةِ المهنيّةِ والاجتماعيّةِ المقابِلة."
وهنأت
الأهل بابنائهم ثم توجهت الى الخريجين بالقول: "تغادرونَ اليومَ هذا المكان
مخلِّفينَ وراءَكُم حنينَ الذّكرياتِ وأطيبَ الأوقات، لكن بريقَ الأملِ يبقى
بالبقاءِ على تواصلٍ دائمٍ معكُم وقد أصبحتُم اليومَ وبكلِّ فخرٍ واعتزازٍ من
عديدِ قُدامى الجامعة. فعسى الشهاداتُ العُليا ممزوجةً بالحنين تُعيدكُم إلينا كما
تعودُ الطّيورُ إلى أوكارِها."
سعاده
وبعد محطة غنائية مع الطالب شربل اسكندر وكلمة الطلاب من الطالبين اوريانا
ملحم وجورج جواد تلا الخريجون قسمهم ، ثم القت الاخت سعاده كلمة استهلتها بتهنئة
الطلاب بتخرجهم وقالت:"أبارك لكم تخرجكم في هذا اليوم المميز وأريد أن أبارك
للبنان لأننا اليوم على مشارف المئوية الاولى لاعلان دولة لبنان الكبير الذي بناه
مؤسسنا البطريرك الياس الحويك باني الاستقلال ولبنان الكبير الذي تعترف به الكنيسة
كمستحق لأن يرفع على مذابحها في لبنان والعالم من خلال اعلانه مكرما. وان تعترف
الكنيسة به مكرما فهذا يعني انه على طريق القداسة بعد دراسة مسيرة حياته وكل
ملفاته من خلال مواقفه الوطنية والكنسية والاجتماعية. وها هي الكنيسة بكل فئاتها
من لاهوتيين وتاريخيين يؤكدون ان البطريرك الحويك عاش بطولة فضائل محبة الله ومحبة
الانسان والتاريخ يشهد على مدى تفاني البطريرك الحويك في سبيل شعبه وووطنه وفي
سبيل الفقير والمحتاج وخصوصا في ظل اصعب الظروف خلال الحرب العالمية الاولى وفي
زمن الجوع والحاجة في زمن الحكم العثماني. في ظل كل هذه الاوضاع كان البطريرك
الحويك في خدمة شعبه وخصوصا في خدمة العيلة لذلك كان من اهم انجازته تأسيس رهبنة
تحمل اسم العائلة المقدسة تكون بجانب العائلات وتنشر فضائل العيلة المقدسة لكي
تعيش عائلاتنا حياة صالحة في سبيل بناء مجتمع صالح. جمعيتنا هي جزء من انجازاته
الكبيرة والكنيسة اليوم تؤكد ان البطريرك يسير على طريق القداسة ونحن اليوم نطلب
شفاعته ونطلب من كل شخص يطلب شفاعته ويحصل على نعمة خاصة بشفاعته ان يحضر الى
الدير الام في عبرين لتسجيل شهادته في حال حصول اعجوبة لكي يرفع البطريرك من مرحلة
المكرم الى مرحلة الطوباوي وصولا الى بلوغ مرحلة القداسة."
وختمت:" نهنئكم ونهنيء انفسنا ونهنيء بلدنا بهذه الفرحة الكبرى واليوم
شبيبتنا يحملونا اسم فوج المكرم البطريرك الياس الحويك واهنئكم بهذا الاسم على امل
ان تحملوه بكل فخر وشرف وتكونوا بالفعل ابناء البطريرك الحويك الذي احب الشبيبة
واحب الاطفال وأحب شعبه. املي ان تكون على قدر الاسم الذي تحملونه اليوم ونصلي كي
يفتح الرب الطرق امامكم فتساهمون في شق الطريق الى مستقبل افضل."
بطيش
وألقى الوزير بطيش كلمة قال فيها: "تتزاحم المشاعر وأنا
أقف بينكم اليوم، هي مزيج من فخر وحب ، من قلق يلامس الخوف ومن ايمان معزز بالرجاء
ونحن ابناء الكنيسة في الرجاء وأسأل نفسي: ترى ماذا يمكنني أن اقوله لهؤلاء الخريجين
وأنا أرى فيهم أبنائي وبناتي؟ أي كلام سأقوله يصلح أن يكون زادا مفيدا لكم في طرق
الحياة المتشعبة؟ لكن دعوني أولا أشكر من أمسكوكم بأيديكم وأوصلوكم الى حيث
تقفون اليوم فخورين وفرحين ومزودين بالعلم والايمان لتبنوا على أساسهم مستقبلكم.
فشكرا لأهلكم وشكرا لسهر أمهاتكم وأكاد أسمع دقات قلوبهن وشكرا لمن يرون فيكم غدهم
المزهر."
واضاف متوجها الى الاهالي بالقول:"أعرف جيدا ما تشعرون به،
سبق أن كنت هناك وأنا على ثقة أنكم تعيشون أسعد لحظات حياتكم وأنتم ترون اولادكم
صبايا وشبانا يكادون يمسكون النجوم بأيديهم وأعرف أنكم لو استطعتم لأهديتموهم تلك
النجوم وأكثر. لكنكم أهديتموهم ما هو أغلى وأسمى ، العلم والحب والتربية الصالحة.
فمبارك لكم ما حصدتم وحصادكم وفير. والشكر ثانيا لجامعتكم، جامعة العائلة المقدسة
وراهباتها المتفانيات، شكرا لالتزامهن نقل القيم الانسانية والوطنية اليكم، شكرا
لأمانتهن بحمل الرسالة التي وضعنها نصب أعينهن وعبرن عنها في الشرعة الاخلاقية."
وأضاف:"شكرا لأساتذتكم الذين غرسوا فيكم ما هو أعمق من
المواد التقنية والعلمية والأدبية، لقد ترك كل أستاذ شيئا من ذاته فيكم فاحرصوا
على ما ترك ونموه بالعلم والعمل."
ثم توجه الى الخريجين قائلا:"ككل أب لدي الكثير لأقوله لكم
وأعرف أنكم ككل الصبايا والشباب لا ترحبون كثيرا لتسمعوا ما سأقوله. تفترضون أن
جيلكم هو أكثر معرفة من جيلنا، وربما أكثر انفتاحا واطلاعا وأكثر إلفة مع لغات
العصر الحديثة وفي طليعتها التكنولوجيا التي صارت في صلب تفاصيل كل يومياتنا. قد
تكونون على حق ، خصوصا ان العالم تغير كثيرا وسريعا في العقد الاخير، لكننا نحن
الجيل الذي اختبر واختمر من التحارب بحلوها ومرها نتمنى ان نوفر عليكم مشقة دفع
الاثمان من جيوبكم علنا نحنبكم بعض أخطائنا. واسمحوا لي بعد أن أقدر عاليا
التكنولوجيا وايجابياتها أن ألفت نظركم الى اختبرتموه على مقاعد هذه الجامعة فلا
شيء يضاهي التواصل الانساني بكل ما يختزنه من مشاعر ، فاحرصوا على علاقاتكم في
بعضكم بعض، إفرحوا وراكموا الخبرات معا، اكتشفوا العالم معا، وابقوا الجسور موصولة
بينكم وبين محيطكم، كونوا شركاء فاعلين ومؤثرين في مجتمعكم، لا تستقيلوا من
السياسة فالسياسة أيها الشباب هي في الاصل عمل نبيل وخدمة عامة، حتى وإن كنتم
تشهدون اليوم على بعض السلوكيات والامثلة المناقضة وغير المشجعة."
وتابع مستعيدا من كلام البابا بيوس الثاني عشر ثم
قال:"إنخرطوا في الشأن ولتكن مساهمتكم فيه نهجا جديدا يعيد للسياسة معناها
الاصيل ،معنى ان تكون في خدمة اهداف وطنية كبرى وفي طليعتها الحرية والسيادة
والاقتصاد المنتج ورفاه الناس وازدهار المجتمع وتنميته المستدامة. كونوا أحرارا في
الفكر والتعبير، إكسروا القيود، شقوا الطرقات الجديدة، إفرطوا أجنحتكم وحلقوا
بعيدا الى اقصى ما تأخذكم أحلامكم وطموحاتكم لكن لا تنسوا جذوركم هنا، لا تنسوا أن
لكم وطنا تحتاجونه بقدر ما يحتاجكم. فكل بلاد العالم جميلة لكنها ليست بلدكم
وستبقون غرباء فيها مهما تأقلمتم ونجحتم وسيشدكم الحنين دوما الى هذا البلد فلا
تنسوه، لا تنسوا لبنان واحملوه ذخيرة معكم وعودوا إليه وتمسكوا به واعملوا من
أجله.لا تخافوا من الفشل فهو دائما مؤقت ، ستتعثرون وتقعون وتواجهون الصعوبات فلا
تخافوا، إنهضوا وكرروا المحاولة مرة واثنتين وعشرة الى أن تنجحوا وستنجحون."
وختم:" لا
تصدقوننا كأهل حين نبالغ أحيانا في تشجيعكم ونقول أننا كنا دائما متفوقين
ولم نخطىء يوما أو نفشل يوما. لقد أخطأنا مرارا وفشلنا أحيانا لكنكم تبقون أهم
نجاح حققناه، فأعملوا كثيرا وتميزوا في عملكم لأن سر النجاح اليوم يكون في التميز
وأعطوا قيمة مضافة لكل عمل تقومون به. شكرا لكل من رعاكم وأوصلكم على هذا اليوم
المميز وشكرا لأنكم سمحتم لي لأن أكون شريكا في فرحتكم وشاهدا على انجازكم. مبروك
لجامعة العائلة المقدسة ومبروك لجميع الاهل وألف مبروك لكم ايها الخريجون."
وفي الختام جرى توزيع الشهادات وتكريم المتفوقين واقيم كوكتيل بالمناسبة في
الباحة الخارجية للجامعة.