أفيوني: تطور الأمم يقاس بمؤسساتها التربوية والتعليمية
2019-07-12 13:07:05
شدد وزير الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا عادل أفيوني على أن " تطور الأمم غالباً ما يقاس في ضوء المكانة التي تحتلها مؤسساتها التربوية والتعليمية بإعتبارها البيئة العلمية المؤهلةلإمداد الوطن بالموارد البشرية القادرة على تحقيق التقدم في كافة ميادين الحياة."
وأكد أنه "في عصر الثورة الصناعية الرابعة التي نمر بها باتت التكنولوجيا مندمجة مع كل المرافق الاقتصادية و هي العامل الأهم الذي يفعل الاقتصاد ويؤثر في نمو المؤسسات الخاصة والعامة".
كلام الوزير أفيوني جاء خلال رعايته حفل تخريج الدفعة السادسة من طلاب معهد العزم الفني للعام الدراسي 2018-2019، الذي أقيم على مسرح مجمع العزم التربوي بطرابلس.
حضر الحفل عضو كتلة الوسط المستقل النائب علي درويش و عقيلته السيدة إليسار بركات درويش، المشرف العام على جمعية العزم والسعادة الاجتماعية د.عبد الاله ميقاتي، النائب وليد البعريني ممثلاً باحمد عنتر، سامي رضا ممثلاً النائب محمد كبارة ، وحشد من الفعاليات الاجتماعية والثقافية وأهالي الخريجين.
بداية دخول الخريجين فالنشيد الوطني، تلته كلمة الخريجين باللغة العربية القتها الطالبة شيماء جباخنجي، ثم كلمة الخريجين باللغة الانكليزية القتها الطالبة فرح دندشي. وتوجهت الكلمتان بالشكر من إدارة المعهد وهيئته التعليمية على تقديمها الدعم الأكاديمي الكامل لإنجاح مسيرة الطلاب.
وبعد عرض فيلم مصور عن المعهد ألقى مدير المعهد د.حسام يحيى كلمة الإدارة وجاء فيها: "لقد أصبحت المعرفة في عصرنا الحالي غزيرة والوصول إليها سهل مما يفرض تغيير دور المؤسسات التعليمية من ناقل للمعرفة الى تعليم كيفية الاستفادة من هذه المعرفة، أي تطبيقاتها مع ما ينتج عنه من تعلم لمهارات أساسية في الحياة العملية من التخطيط واتخاذ القرارات و العمل ضمن فريق والتفكير النقدي وفن التواصل مع المحيط".
وأضاف: "لذلك عمدنا في معهد العزم منذ سنتين الى ادخال مكون جديد على تقييم اداء الطالب وهي المشاريع وأعطيناها قيمة مهمة، ليتعلم من خلالها الطالب كيفية استعمال المعرفة التي يكتسبها في الاطار الواقعي.
وبنتيجة اعتماد هذه الاستراتيجية:اجتاز معهد العزم 4 زيارات تقييمية من المؤسسة البريطانية Pearson بنجاح خلال سنة واحدة ليحافظ بذلك على اعتمادات الجودة الممنوحة له.
و حصد معهد العزم أكثر من نصف المراكز العشرة الأولى في مختلف الاختصاصات في الامتحانات الرسمية، في آخر نتائج معلنة (للسنة الدراسية السابقة)".
وتوجه الدكتور يحيى الى الخريجين بالقول
"خريجينا الاعزاء، تنطلقون اليوم مجهزين كما يجب لبناء مستقبل على قدر طموحاتكم، مستقبلكم انتم، مستقبل مدينتنا طرابلس ومستقبل الوطن".
بعدها، تم توزيع جوائز التميز على عدد من الطلاب وهم: هدى خالدي، يوسف عكاري، فرح دندشي، محمد السبع ولمى عبدو.
بعدها، ألقى راعي الاحتفال، الوزير عادل أفيوني كلمة قال فيها: " بداية إسمحوا لي أن أتوجه بالشكر إلى دولة الرئيس نجيب ميقاتي والقيمين على مجمع العزم التربوي على الدعوة الكريمة وعلى إتاحة الفرصة أمامي لمشاركة شباب العزم واهلهم وأساتذتهم هذه الفرحة الكبيرة فرحة التخرج و الدخول الى معترك الحياة المهنية ومعركة البناء والإنماء."
اضاف : في هذه المناسبة العزيزة التي نحتفل بها اليوم لا بد من التعبير عن تقديري للسياسة التي يتم إتباعها في مؤسسات العزم التربوية وبالاخص في معهد العزم الفني لبناء أجيال قادرة على تلبية حاجات سوق العمل وفقا لرؤية أكاديمية ومهنية تفتح الآفاق أمام أبنائنا الطلاب عبر إختصاصات فنية متعددة تتناسب وحاجات السوق اللبناني والعربي ووفقاً لبرنامج تعليمي عالي الجودة سواء لجهة البرامج او وسائل التدريب أو التعاون مع أهم المؤسسات التربوية البريطانية والفرنسية وكبرى شركات المعلوماتية والتكنولوجيا في العالم".
وأضاف: "منذ فترة قمت بجولة على المعهد وكان لي حديث مع المعنيين فيه، وعبرت عن إعجابي بما حققه هذا الصرح التربوي ومؤسسات العزم بصورة عامة من نجاح وتألق في فترة زمنية قصيرة حتى باتت من ابرز المعالم التربوية في لبنان.
ان الرسالة التي تحملها مؤسسات العزم التربوية والتي يحملها الرئيس ميقاتي عبر مؤسساته هي رسالة علم ورسالة انفتاح ورسالة حداثة ورسالة خير وعطاء وهذا سر نجاحها وتألقها."
وتابع : "يواجه لبنان كغيره من دول المنطقة العديد من التحديات الاقتصادية التي فرضتها المتغيرات العالمية هذه المستجدات بما تتضمنه من إيجابيات وسلبيات لا يمكن لنا تجنبها بل ينبغي التعامل معها والتركيز على الميادين التي تمكّننا من لعب دور مهم لحجز مكانة لنا على خريطة الامم المتقدمة لأنه غالبا ما يُقاس تطور الأمم في ضوء المكانة التي تحتلها مؤسساتها التربوية والتعليمية بإعتبارها البيئة العلمية المؤهلةلإمداد الوطن بالموارد البشرية القادرة على تحقيق التقدم في كافة ميادين الحياة."
واعتبر افيوني أن معهد العزم الفني الذي يحاكي المؤسسات التعليمية العالمية بمفهومها المعاصر "هو مصنع للمعرفة وهو يسخر طاقاته لإعداد طلاب يتكاملون مع منظومة عصرية لاستثمار وتنمية الموارد البشرية والشبابية ومستعدين لمواجهة التحديات وصياغة مستقبل أفضل لهم".
وخاطب أفيوني الطلاب بالقول: "عليكم أنتم كطلاب في المقابل أن تكونوا شجعانا في تلقف هذه الفرصة وأن تكونوا على إستعداد للتكيف مع التغييرات التي يتطلبها سوق العمل. حيث تشير الاحصاءات و الدراسات إلى أن العديد من المهن سيتراجع الطلب عليها في السنوات القادمة مقابل زيادة فرص العمل في مهن أخرى خصوصا تلك التي تتعاطى في إقتصاد المعرفة. لذلك يجب أن تضعوا في حسبانكم أن روح المبادرة هي سبيلكم الأنجح لترجمة المعرفة والمهارات التي اكتسبتموها في المعهد إلى صور ونماذج من الابداع والابتكار في سبيل خدمة بلدنا لبنان ومدينتنا الحبيبة طرابلس" .
وتابع أفيوني : "إن كوكبنا كله بات محكوماً بالتكنولوجيا الرقمية بكافة أشكالها، حتى أن الاقتصادات المتقدمة، لم تكن لتحقق خطوات أوسع في مسار تطوّرها، لو لم تعتمد على التكنولوجيا عموماً، والتكنولوجيا الرقمية خصوصاً.
وانطلاقاً من هذه العلاقة، أريد التأكيد مجددا على ترابط العلاقة بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبين النمو الإقتصادي، ففي عصر الثورة الصناعية الرابعة التي نمر بها باتت التكنولوجيا مندمجة مع كل المرافق الاقتصادية و هي العامل الأهم الذي يفعل الاقتصاد ويؤثر في نمو المؤسسات الخاصة والعامة".
ورأى أفيوني أن "إنشاء وزارة الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا "يدل على أهميتها ودورها في بناء اقتصاد المعرفة ودعم القطاع الخاص لبناء إقتصاد رقمي مزدهر يستقطب الاستثمارات، ولتحقيق التحول الرقمي في الاقتصاد ونحن الآن كوزارة قد وضعنا خطة عمل وخارطة طريق لتحقيق هذه الخطة ومن الضروري ان نتواصل عمليا مع القطاع الخاص و مع الشباب ووضع الأسس اللازمة لجذبهم وبناء شراكة منتجة معهم".
وأشار إلى أن "اول خطوة لتشجيع التوظيف وتحفيز النمو في قطاع التكنولوجيا هي القوانين التي اقترحناها واقريناها في مجلس الوزراء لتقديم الدعم للمؤسسات التي تعمل في قطاع التكنولوجيا من خلال سلسة حوافز وإعفاءات منها إعفاء هذه الشركات من رسوم الضمان الاجتماعي لمدة عامين عن اي توظيف جديد مما يخفف عنها كلفة التوظيف بنسبة حوالي ٢٣ بالمئة، علما أننا لن نقف عند هذا الحد بل سنحرص على وضع كل القوانين الداعمة لدخول لبنان في صلب الاقتصاد الرقمي".
وأردف قائلاً: "أريد أن يكون نهاية خطابي مسك، ولذلك إسمحوا لي أن أخاطب مدينتي الحبيبة طرابلس وأهلها الطيبين وشبابها المجتهدين والمبدعين: سبق للرئيس ميقاتي أن أكد على ان الاولوية هي إنماء طرابلس وقد تم واعداد لائحة بأولويات مشاريع المدينة وعرضها على رئيس الحكومة لتنفيذها وهذه خطوة أساسية. وأنا اكرر اليوم ما قاله دولة الرئيس بأنه حان الوقت للعمل من أجل إنماء طرابلس، وأن نتعاون جميعاً وسوياً على تحديد الأولويات في المشاريع المطروحة لإنماء مدينتنا الحبيبة، وان نكون جميعاً يداً واحدة كل حسب موقعه وفريق عمل واحد متكاملين في أدوارنا من وزراء ونواب و فعاليات اقتصادية في طرابلس لوضع خارطة طريق للمشاريع التي تهدف إلى إنماء هذه المدينة ولوضع آلية التنفيذ كي نوصلها إلى مجلس الوزراء وان نكون عامل قوة لوضع مطالبنا أمام الحكومة ووضعها على سكة التنفيذ السريع، علماً دولة رئيس الحكومة سعد الحريري يبدي دائما الالتزام التام والدعم من أجل خير طرابلس و أهلها الطيبين ".
وختم أفيوني بالقول: " طرابلس هي مدينة العلم والعلماء ومدينة الاعتدال والانفتاح وهي مدينة النضال والكفاح وهي التي قدمت التضحيات والدماء من اجل الوطن والعالم، تستحق منا الكثير من الجهد لإيفائها القليل من دينها علينا وشكرا لإصغائكم ."
وفي الختام جرى توزيع الشهادات على الخريجين.
وكالات