يمر سوق الإنتقالات الصيفية بفترة دقيقة مع بدء العد العكسي لانطلاق بطولات الدوري في أوروبا، بعدما شهد نشاطاً ملحوظاً في البداية قبل ان يتراجع في الآونة الأخيرة بسبب الكثير من العوامل لعل أهمها مغالاة الكثير من الأندية ومحاولة عرقلة انتقال نجومها الى أندية أخرى.
لكن الميركاتو الحالي الذي شهد "انتفاضة" واسعة في بدايته من جانب ريال مدريد، عاد ليتمحور حول القطب الآخر في اسبانيا وتحديداً برشلونة الذي يقاتل على أكثر من جبهة من أجل تعزيز صفوفه قبل بدء الموسم الجديد، إلا ان الجمود ما يزال سيد الموقف ان بشأن انتقال الفرنسي انطوان غريزمان من اتلتيكو مدريد او عودة البرازيلي نيمار من باريس سان جيرمان.
ولعل اللافت في الفترة الحالية لسوق الانتقالات الاساليب المتبعة لضم اللاعبين، فالتعاقد مع غريزمان لن يمر بالطرق المعتادة وسيقوم برشلونة بتحويل مبلغ 120 مليون يورو الى حساب اللاعب الفرنسي من أجل دفع الشرط الجزائي وفك ارتباطه مع اتلتيكو مدريد قبل الاعلان رسميا عن التعاقد مع اللاعب لخمس سنوات مقبلة، مع العلم ان تلك الخطة تلقى الكثير من الانتقادات وقد تجد اعتراضا من الاتحاد الاسباني لكرة القدم.
في المقابل فإن عودة البرازيلي الى الفريق الكاتالوني دونها الكثير من الصعوبات، لكنها هي الآخرى شهدت طريقاً مغايراً بدأ بتمرد نيمار على باريس سان جيرمان وعدم التحاقه بتدريبات فريقه، مروراً بصمت مطبق من جانب ادارة برشلونة تجاه الادارة الفرنسية وكأن النادي الكاتالوني غير معني بالموضوع بحثاً عن مزيد من التوتر الذي قد يدفع اللاعب لمزيد من التصلب في موقفه، وهذا قد يسهل انتقاله بمبلغ اقل من الذي يطلبه باريس سان جيرمان او يدفع الاخير لاجراء عملية تبادل بينه وبين لاعبين آخرين من برشلونة.
من الواضح ان برشلونة غير متعجل في حسم صفقة نيمار لكونه يدرك ان البرازيلي لن يعود الى باريس سان جيرمان ولن يلعب لغير بطل الدوري الاسباني الموسم الجديد، وهذا من شأنه أن يعزز من موقف ادارة بارتوميو معتمدا على مزيد من التدهور في العلاقة بين اللاعب وناديه .
وفي مكان آخر قد تكون صفقة انتقال نيمار الى برشلونة عاملاً مهماً في استفادة أندية أخرى من لاعبي الفريق الكاتالوني ومنهم ديمبيلي وكوتينيو وراكيتيش، لكن تأخر حسم الصفقة قد يقطع الطريق على الراغبين بضم لاعبي برشلونة بسبب اقتراب الموسم الجديد من الانطلاق، الامر الذي يعني ان هذا الشهر سيكون حاسماً من أجل تحديد مصير الكثير من اللاعبين.
الميركاتو المشتعل لم يتوقف على اسبانيا في الوقت الذي بات بايرن ميونيخ طرفاً في السعي لضم اكثر من لاعب ومنهم ديمبيلي ونجم مانشستر سيتي ليروي ساني، لكن اي حسم نهائي ما يزال قيد الانتظار في ظل عدم رغبة بطل الدوري الانكليزي في التنازل عن احد فضل اللاعبين الموسم الماضي.
ويبقى القول ان المرحلة المقبلة ستكون حاسمة لتحديد وجهة الكثير من اللاعبين، لكن ما يهم هو ان نهاية الميركاتو الحالي قد يكون بداية لعلاقات متوترة بين الكثير من الاندية قد نشهد تداعياتها في المواجهات المباشرة فيما بينها في دوري ابطال اوروبا الموسم المقبل.