دمشق - هدى العبود
أكدت الكاتبة عنود الخالد لـ «الأنباء» أنها أمام مشروع تاريخي كبير، يشاطرها التأليف زوجها النجم السوري عباس النوري، والعمل حمل اسم «طربوش الآغا» لأنه يحاكي فترة زمنية شكلت إنذارا حقيقيا لكل مجتمعات الشام في ذلك الوقت «هي الفتنة الكبرى، أو المقتلة الكبرى، أو الطوشة» كما درج اسمها على صفحات كتب التاريخ المختلفة عام 1860
وبخصوص فكرة المسلسل، قالت الكاتبة عنود:
لم يكن القصد ان نقدم عملا شاميا تقليديا كما درجت عليها الأعمال التي قد يصح أن نطلق عليها صفة الأعمال الفلكلورية والتراثية، بل كان القصد هو محاولة جادة للولوج إلى داخل الحكاية الشامية الحقيقية «كتاريخ ووقائع»، وهدفنا الصدق عن حياة أهالي بلاد الشام في تلك الحقبة العصيبة من تاريخها، وهذا ليس ادعاء للمعرفة بل حقائق تاريخية عاشتها هذه البلاد ليس إلا.
وأضافت قائلة: عمدنا إلى الكشف عن مضمون الصراع الدامي الذي أتى على الأخضر واليابس في بلاد الشام «وفي مدينة دمشق تحديدا» في عام 1860.
ووثق ذلك الباحثون والمؤرخون «بأن اعتبروا عام الفتنة الكبرى، أو المقتلة العظيمة، التي جرت بين أهل الشام كما في مصطلحات وقتنا الراهن في الحكاية، نحن أمام بعض النتائج فقط وليس كلها وتجلى ذلك من انقسام مجتمعي كبير في بلاد الشام كلها».
وعن نتائج هذه المقتلة الكبرى، ذكرت انها حدثت في دمشق وبيروت وجبل لبنان، وبعض المناطق المحيطة والقريبة، فبعد الحرب التي أدمت الشام عام 1860 ظهر الانقسام في أوضح وأجلى صورة له.
وعن الشخصيات الرئيسية في العمل، قالت: سيكون سلطان آغا هو شخصيتنا الرئيسية في هذه الرواية، وهو رجل خرج من الحرب الأهلية، أو المقتلة الكبرى، وقد احتل لنفسه مكانا داخل أبواب الشام ليشكل دولته الصغرى على طريقته، مستعينا بكل ما نتج عن هذه الحرب التي شارك فيها كل من خسر أو ربح ما ربح، ونتبين من طبيعة ما يخوضه من صراعات في أحداث روايتنا «أنه يخرج مدعيا الانتصارات، في الوقت الذي يثبت فيه هزيمته وهزيمة مشروع قيادته»، فنحن أمام سلطان آغا بعد الحرب وعندما ندخل قصره نكتشف مدى التفكك والانحلال والتسيب والفوضى والخوف والاضطراب في عائلته، انتظرونا من خلال طربوش الآغا بأحداث تاريخية حقيقية عشناها في بلاد الشام عام 1860.