24 جمعية تعنى بالسرطان لبّت دعوة CCCL
2019-07-08 16:11:10
اتفق ممثلو 24 جمعية تعنى بالاهتمام المباشر او غير المباشر بمرض السرطان، خلال لقاء عقدته في فندق "جفينور روتانا"، بدعوة من مركز سرطان الأطفال في لبنان (CCCL)، وبحضور رئيسة الاتحاد الدولي للسيطرة على السرطان (UICC) صاحبة السمو الملكي الأميرة دينا مرعد، على توحيد جهودها ضمن شبكة تعاون تنفّذ من خلالها "نشاطاتٍ مشتركة"، و"مبادراتٍ وطنية".
ويشمل التعاون بين الجمعيات، بحسب بيان صادر عنها، "نشر التوعية والمعرفة عن المرض وكيفية التعايش معه في لبنان، من خلال طرق الوقاية والعيش السليم، والكشف المبكر". كذلك اتفقت الجمعيات على "تدعيم القدرات وشبكات التواصل لتأمين وتطوير العلاجات الطبية والنفسية والخدمات الإجتماعية لأكبر عددٍ ممكن من المرضى في لبنان"، وعلى "تبادل الخبرات والدراسات لتحديد أبرز الحاجات الوطنية التي تخدم مرضى السرطان"، إضافة إلى "التنسيق التام مع الجهات الرسمية المعنية لمواكبتها في إنجاح هذه المشاريع".
ورأى المجتمعون أن "دعم المبادرات للسيطرة على السرطان يجب ان يكون دائماً من أولويات الرعاية الصحية ضمن تخطيطٍ واضح وتنظيمٍ يطبّق بشكلٍ علمي ومستدام لتخفيف وطأة عبء هذا المرض وعلاجه".
وكان رئيس مجلس أمناء مركز سرطان الأطفال الدكتور سيزار باسيم قال في كلمته إن الاجتماع يهدف إلى أن "تضمّ الجمعيات المشاركة صوتها وقدراتها في خدمة المرضى وعائلاتهم"، وإلى "تتويج عملها الإنساني بشراكاتٍ تطوّر طرق تعاملها مع السرطان".
واعلن أن مركز سرطان الأطفال "يمدّ يد التعاون والرغبة بالشراكة على صعيد الوطن من خلال بعض المشاريع، في ظل الأوضاع الصعبة والإقتصادية الضيقة التي يمر فيها الوطن، ومع ارتفاع عبء السرطان في المنطقة، وتماشياً مع الهدف 17 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والتي تعتمد مبدأ الشراكة لتطوير المجتمعات".
وأضاف: "نتعهّد بتحمل مسؤوليتنا كجمعياتٍ الى جانب الدولة ووزاراتها المعنية، آملين في أن ينتج هذا اللقاء والتعاون بين الجمعيات، مبادراتٍ تخدم مرضى السرطان في وطننا وترفع اسم لبنان عالمياً".
ولاحظ أن "الريادة الإدارية والإنسانية والطبية والإجتماعية والتربوية هي الصفات الاساسية التي تعبّر عن عمل كل الجمعيات التي لبّت نداء المركز للتعاون ولخلق شبكة تواصلٍ في ما بينها من أجل فاعليةٍ اكبر".
وأمل في ان تصبح الجمعيات المشاركة "مجموعةً فاعلة في تنمية المجتمع متناسقةً مع اهداف الامم المتحدة حول التنمية المستدامة".
وأضاف: "لخدمة أهدافنا لا بدّ من التعاون أيضاً مع الجمعيات التي تعنى بكل العوامل المؤثرة على حدوث السرطان وتطوره كالتي تعنى بالبيئة ومشاكل التلوث أو تلك التي تعنى بالصحة النفسية، او بالطفولة، او بالسلم الاجتماعي، او بالرياضة. ونعتقد ان هذا التعاون سوف يؤدي حتماً الى تغييرٍ على صعيد المجتمع ككل وتحسين عناصر ومحيط الحياة السليمة".
وذكّر بأن مركز سرطان الأطفال "بادرإلى وضع برنامجٍ خاص وتمويلٍ خاص لدعم الاطفال المصابين بالسرطان في لبنان، وتطور في الفترة الاخيرة الى مستوى انشاء شبكة تضم في المرحلة الاولى تسع مستشفياتٍ في الجنوب والجبل وبيروت والشمال واكثر من 11 طبيباً اخصائياً لعلاج سرطان الاطفال. وقال: "هذا هو النموذج الاول في لبنان، واليوم نأمل ان نتوصّل معاً الى رعاية اطلاق شبكة تعاون الجمعيات التي تعنى بالسرطان".
أما الأميرة دينا مرعد، وهي أيضاً أم لطفل نجا من المرض، فاشادت "بالجهد العظيم للمركز وللجمعيات المشاركة في الاجتماع، وبجودة خدماتها، وأبدت ارتياحها لانعقاد هذا اللقاء، وبرغبة الجمعيات "في تضافر جهودها سعياً إلى إنقاذ عدد أكبر من الناس ودعمهم".
وتحدثت الأميرة دينا، عن الاتحاد الدولي للسيطرة على السرطان (UICC)، فأشارت إلى أن عدد الجهات الأعضاء فيه ار تفع من 334 عام 2008 إلى 1130 من 177 بلدا حالياً. وأوضحت أن الاتحاد لا يضمّ جمعيات فحسب، بل كذلك مستشفيات وجامعات ومراكز أبحاث ومؤسسات حكومية ومجموعات لدعم المرضى. وشرحت أن الاتحاد الذي يتميز بأنه يضمّ جهات تختص بكل منظومة مكافحة السرطان وليس فقط جهات طبية، بات يعتبر المرجع العالمي الأهم في هذا المجال.
وعرضت الأميرة دينا لعمل الاتحاد وإنجازاته، ومنها اليوم العالمي لمكافحة السرطان، وقمة السرطان العالمية. واعلنت أن هذه القمة ستقام للمرة الأولى في المنطقة العربية سنة 2020، إذ تستضيفها سلطنة عمان، داعية الجمعيات اللبنانيية إلى المشاركة فيها والانتساب إلى الاتحاد. وقالت: "لدينا في دولنا، كلبنان والأردن وغيرهما من البلدان العربية، تجارب تستحق أن يطّلع عليها العالم، إذ أننا استطعنا تحقيق الإنجازات
رغم الصعوبات". وإذ استغربت اقتصار عدد الأعضاء من العالم العربي على 66 من 21 بلدا، كشفت أن العمل جارٍ لتوسيع هذه المشاركة وتفعيلها، لتمكين دول المنطقة من الإفادة من الاتحاد على مستوى تبادل الخبرات وبناء القدرات، نظراً إلى تنوع مجالات اختصاص الجهات الأعضاء فيه. وتطرقت إلى برامج الاتحاد، ومنها مساعدة الدول على وضع خطط وطنية للسيطرة على السرطان ومكافحته.
وقدّمت المديرة العامة لمركز سرطان الأطفال هناء الشعّار شعيب عرضاً توضيحياً تناولت فيه تاريخ المركز ودوره وتأثيره الكبير في لبنان والمنطقة على مدى 17 عاماً, وإذ أشارت إلى شراكته مع مستشفى سانت جود للأبحاث في ممفيس ومع الجامعة الأميركية في بيروت، ذكّرت بأنه عالج منذ تأسيسه 1650 طفلاً وقدم استشارات طبية لأكثر من 4500 طفل وبأن معدل النجاح في العلاح تتعدى 80 في المئة. وأفادت بأن نحو 300 طفل يكونون قيد العلاج في المركز كل سنة، كاشفة أنه يعالج ما بين 35 في المئة و40 في المئة من مجمل الأطفال المصابين بالسرطان في لبنان. وقالت إن 22 في المئة من الأطفال الذين يعالجهم المركز راهناً هم من غير اللبنانيين. واشارت إلى أن ترشيد الأكلاف أتاح استقبال مرضى جدد بنسبة 30 في المئة.
وتطرقت إلى خطط المركز المستقبلية ومنها التوسع خارج بيروت من خلال تسع مستشفيات، وتعزيز الحضور الدولي من خلال المشاركة في المؤتمرات والنشاطات الدولية. وأشارت في هذا الإطار إلى أن المركز عضو ناشط في الاتحاد الدولي للسيطرة على السركان منذ عامين، وكذلك في الاتحاد الدولي لسرطان الأطفال وفي تحالف الأمراض غير المعدية وفي تحالف سانت جود الدولي. وذكّرت بأن المركز شارك العام الفائت في المؤتمر الدولي للسرطان في كوالالمبور حيث قدّم ثلاث دراسات واختير من بين لائحة المؤسسات المرشحة لأفضل ثلاثة برامج لجمع التبرعات، وفي الحلقات النقاشية وفي اجتماع المديرين التنفيذيين والقادة وفي الصفوف التعليمية القصيرة.
وشددت على أهمية توحيد جهود الجمعيات لزيادة فاعليتها، مؤكدة التزام المركز التعاون مع الجمعيات الأهلية ومع الجهات الحكومية لتحسين حياة مرضى السرطان في لبنان.
وكالات