في بعض الأحيان يكون السبب وراء المشكلة أو الإضطراب الذي يصيب علاقة الزوجين الحميمة نتيجة لتجربة قاسية تعرض لها الرجل في مرحلة ما من مراحل حياته والتي قد لا يستطيع التحدث عنها مع أي انسان وينعكس على قدرته أو رغبته في الجماع، الأمر الذي يستوجب على الزوجة أن تدرك أهمية مساعدة الزوج على معالجة المشكلة بتأني وروية، كما يجب على الأمهات الاهتمام بهذا الموضوع بنفس الدرجة والخطورة التي نتعامل بها مع اغتصاب أو حتى التحرش بالفتيات.
الحالة:
السيدة أ .ع. أرسلت رسالة مطولة تطلب المساعدة للحالة التي اكتشفت أن طفلها البالغ من العمر 10 سنوات قد تعرض لها، وتقول أنها تعرف مدى حساسية الموقف التي تمر به ولكنها تؤمن أن الحل يكمن في طلب المساعدة أولاً من قبل المختصين، ثم اتباع العلاج مهما كان.
المشكلة أن طفلها البالغ من العمر 10 سنوات بدأ في الفترة الاخيرة يعاني من أعراض غريبة فهو أصبح منزوياً في غرفته معظم الوقت، ويعاني من عدم القدرة على التحكم في التغوط وقد لاحظت ذلك في ملابسه الداخلية وعندما سألته عن السبب قال لها أنه يشعر بالألم في منطقة الشرج بعد أن سقط من الدرج وهو أمر لم يحدث أبداً! ما جعلها تأخذ الطفل الى طبيب الأطفال الذي فاجأها بأن طفلها يحتمل بصورة شبه يقينية أنه تعرض للاعتداء الجنسي مما أثر على عضلة الشرج لديه، ونصحها بأن تذهب لطبيب الجراحة وأيضا للطبيب النفسي في أسرع وقت ممكن.
تقول : أصبت بحالة انهيار تام فكيف يمكن أن يحدث مثل هذا الشيء لطفلي وأنا الأم الحريصة على رعاية أولادي؟ وما هو العلاج؟ وهل يمكن ان تؤثر هذه الحادثة على طفلي عندما يكبر خاصة على العلاقة الجنسية بعد الزواج؟ وكيف يمكن أن نحمي أولادنا من مثل هذه المصيبة ؟و أسئلة كثيرة تدور كلها حول ما تعرض له الطفل من اعتداء جنسي .
الإجابة :
شكراً لك على شجاعتك في طرح موضوع خطير وحساس تعاني منه معظم المجتمعات حتى تلك التي يوجد بها قوانين صارمة لحماية الاطفال من الإيذاء خاصة ما يتعلق بالتحرش الجنسي والاغتصاب.
المشكلة أن معظم الدراسات السابقة كانت تركز على الضحايا الأطفال من البنات وقليلاً ما نجد أبحاثاً علمية حول تأثير التحرش الجنسي والاغتصاب على الأولاد الذكور حتى وجد في عام 1983 زيادة عدد حالات الأولاد الذكور الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أو ما يعرف Post traumatic stress disorder الأمر الذي أدى الى زيادة البحث العلمي في مجال الطب النفسي للأطفال الى التركيز على معرفة الآثار النفسية الناتجة عن هذا الاعتداء.
ويمكن أن نلخص هذه الآثار في محورين:
1. المحور الأول وهو الآثار النفسية المترتبة على الحادث الاعتداء في المرحلة التي تتبع هذه الفترة مباشرة وتقاس بالشهور الى مدة أقصاها عامين، وتعتمد على عنصرين مهمين :
أ. عمر الطفل عند تعرضه للحادث، ومدى وعيه وإدراكه لما حدث له، وإذا كان الجاني قريباً معروفاً للطفل أم أحد الغرباء، ووجد أن أكثر الحالات شدة تكون نتيجة التعرض للاعتداء من أحد الأقارب من الدرجة الأولى مثل الأب، الأخ، وغيرهم.
ب. العنصر الثاني ويعتبر الأهم هو إخبار الطفل لأحد عما تعرض له وتصديق الطفل بعد التأكد من حقيقة ما حدث وتقديم العون والمساعدة النفسية له وتطمينه حتى يتخطى مرحلة الأزمة الحادة، وجد أن تطبيق هذا العنصر يساعد بصورة جدية على تخفيف الشعور بالخوف لدى الطفل، وأيضاً يساعد الطفل على التخلص من الشعور بالخزي والعار الذي يؤثر سلباً على نسبة عالية من الضحايا الأطفال.
2. أما المحور الثاني فيشرح الآثار السلبية طويلة الأجل على الناحية النفسية وأيضاً الجنسية لدى الطفل بعد مرحلة البلوغ، فقد وجد أن بعض الحالات يستمر لديها اضطراب ما بعد الصدمة، وحالات أخرى تعاني من الشعور بالخزي، وفقدان الثقة في النفس، والإنعزال الاجتماعي ورفض الزواج، وبعض الحالات ظهر عليها انحرافات واضطرابات جنسية خطيرة مثل القيام بحالات التحرش والاعتداء على الأطفال على الرغم من أنهم هم أنفسهم كانوا ضحايا في الطفولة لمثل هذا الجرم.
الموضوع يحتاج الى زيادة الوعي الصحي والتعليم المستمر لكافة شرائح المجتمع بما فيها المعلمين في المرحلة الابتدائية، أطباء الأطفال، الأبوين، والأهم على الإطلاق هو تعليم الطفل (حسب عمره وادراكه) كيف ولمن يذهب في حال تعرضه لأي سلوك يمكن أن يؤدي الى التحرش أو الإعتداء الجنسي.
في حالة طفلك لابد من ان يشتمل العلاج على الجلسات النفسية العلاجية للطفل وأيضاً للأفراد الأسرة المعنيين، بالإضافة الى العلاج الجسدي حسب ما ينصح به الطبيب المختص.
نصيحة:
من المهم جداً توعية الأبوين ومن في محيط الطفل بالموضوعات الحساسة التي قد يتعرض لها الطفل وتشجيعه على طلب المساعدة دون خوف من عقاب أو نحوه وتفعيل القوانين التي تعمل على حفظ حقوق الاطفال سواء كانوا إناثاً أو ذكوراً من أي نوع من أنواع الإعتداء وبخاصة الإعتداء الجنسي.
قد يهمك أيضا:
فوائد مذهلة لماء الورد على البشرة والشعر
اكتشفي ماسك الفواكه وماء الورد لنعومة البشرة