من الواضح ان القرار الذي اتخذته ادارة تشيلسي بتعيين فرانك لامبارد مدرباً للفريق خلفاً لماوريسيو ساري كان صائباً، وإن بدا الخيار العاطفي طاغياً في عودة اسطورة البلوز إلى ستامفورد بريدج بعد خمسة أعوام على مغادرته الفريق اللندني كلاعب، خاصة في ظل الأزمة التي يمر بها النادي جراء حرمانه من التعاقدات لفترتين متتاليتين.
يعود لامبارد إلى تشيلسي بعد موسم مليء بالمشاكل الشخصية مع المدرب الإيطالي في وقت شهدت خلاله غرفة الملابس الكثير من التجاذبات التي انعكست سلباً في العلاقة مع الجماهير قبل ان يحزم ساري حقائبه عائداً لبلاده من أجل تولي تدريب يوفنتوس، وهو قرار وضع ادارة البلوز أمام خيار وحيد ألا وهو إعادة ترتيب البيت الأزرق وارساء الاستقرار داخل غرفة الملابس على الرغم من ان ابن الواحد والاربعين عاماً سيبدأ الموسم الجديد "بمن حضر" وبغياب ابرز نجوم الفريق البلجيكي ايدين هازارد المنتقل الى ريال مدريد.
ويتعين على لامبارد الذي دافع عن ألوان تشيلسي بين 2001 و2014 وأحرز معه 13 لقبا بينها دوري ابطال اوروبا عام 2012، إعادة الاعتبار لبعض اللاعبين الشباب الذين اهملهم ساري ومنهم روبن لوفتوس-شيك وكالوم هادسون-أودوي وغيرهم، لكن تجربته قد لا تجد الكثير من الصعوبات لكونه يعرف غالبيتهم منذ ان كانوا في سن الخامسة عشر، لذلك تبدو قدرته على أعادة ظهور هؤلاء مع المجموعة الأساسية واقعية لكنها تحتاج الى الصبر.
واذا كانت ادارة تشيلسي قد فضلت عامل العاطفة على الخبرة التدريبية، الا ان مدرب ديربي كاونتي اثبت خلال الفترة القصيرة التي قضاها كمدرب، قدرته على تحقيق النتائج الجيدة وهو كان قاب قوسين او ادنى من اعادة الفريق الى البريمييرليغ قبل ان يخسر في المحطة الأخيرة امام استون فيلا، ومع ذلك فإن تجربة لامبارد في البلوز هي سيناريو مكرر لتجارب سابقة خاضها النادي مع الهولندي رود خوليت والايطالي فيالي ومواطنه دي ماتيو.
ومع ذلك فإن لامبارد سيواجه الكثير من الاستحقاقات مع تشيلسي في الموسم الجديد، لعل اهمها منافسة مانشستر سيتي وليفربول على لقب الدوري الإنكليزي وكذلك خوض غمار دوري ابطال اوروبا الموسم المقبل بعد فوز الفريق اللندني ببطولة اليوروباليغ تحت قيادة ساري، لكن في حال تمكن الهداف التاريخي لتشيلسي من اعادة الهدوء لغرفة الملابس فإن من غير المستبعد ان يستنسخ تجربة زين الدين زيدان مع ريال مدريد في المواسم السابقة.
ربما يعتبر البعض ان اختيار لامبارد مدرباً لتشيلسي بمثابة مغامرة غير محسوبة من ادارة الفريق اللندني، لكن في المحصلة هي مغامرة ناجحة في شقها الأول، لأن لامبارد لن يكون بحاجة لكثير من الجهد في مسألة التعاطي مع اللاعبين، فهو ابن النادي ويعرف كل تفاصيله وهذا بحد ذاته قد يضع امامه أرضية صلبة من أحل العبور نحو الهدف المنشود.