يعيد «John Wick: Chapter 3 - Parabellum» شخصية البطل إلى جذورها وفي نفس الوقت يقدم مفاجآت جديدة في الحبكة حول إلى أين يمكن أن تذهب الأمور من هنا، كل هذا مع أكشن رائع من أعلى المستويات والذي تم تنفيذه بالطريقة الوحشية التي أصبح المعجبون يتوقعونها من سلسلة «John Wick».
نستطيع القول بأن لا أحد سيخرج من صالة العرض مصابا بخيبة أمل، حيث يبدأ «Parabellum» تماما منذ لحظة نهاية «John Wick: Chapter 2»، وتجري أحداثه على مدار عدة أيام دموية يائسة للغاية حيث يواجه جون نتائج كسر قواعد الـ «High Table» في الفيلم السابق، وستأخذه رحلته الشاقة للبقاء على قيد الحياة ومحاولة العثور على طريقة لإصلاح الأمور معهم عبر الأزقة الخلفية المظلمة والمباني الغامضة. وأخيرا نكتشف أكثر بكثير حول قصة خلفية جون وجذوره، والتي تكشف بعض الجوانب المثيرة للاهتمام لشخصيته، وفي نفس الوقت يخوض جولة من الضرب على طول الطريق.
يمكن تشبيه «جون ويك» في هذه المرحلة بمغناطيس للضرب ونراه في هذا الجزء يتلقى الكثير من اللكمات والطعنات والركلات وإطلاق النار والرمي في الأرجاء، قد يكون جون ويك أقوى الرجال على الإطلاق، ليس فقط لأنه يستطيع أن يقتل بشكل لا يمكن لأحد أن يضاهيه به، بل أيضا لأنه يستطيع أن يتلقى الضرب ومواصلة النهوض من جديد حتى يفوز، إنه يشبه «روكي بالبوا» ولكن في شكل قاتل منتقم.
يختطف «كيانو ريفز» مرة أخرى كل الأضواء، ويقدم لنا أداء مكبوتا من الناحية العاطفية لكن كل ما يستطيعه من الناحية الجسدية، وينجح هو والفيلم في تقديم الأكشن الرائع المتوقع، حيث يقدم الفصل الثالث من السلسلة مشاهد أكشن عنيفة لا هوادة فيها وكل مشهد أكثر روعة من سابقه. لا يوجد شيء لا يستطيع جون (وخصومه أيضا) استخدامه لقتل أحدهم، سواء بأيديهم العارية أو الأسلحة أو السيوف أو حتى الكتب والأحزمة والسكاكين والحيوانات والجاذبية الأرضية. فهناك ألف طريقة للموت في هذا العمل، وتم تنفيذها جميعا بأكثر الطرق دموية التي يمكن للمعجبين توقعها.
يبنى كل مشهد أكشن فوق الوحشية الهائلة للمشهد الذي يسبقه، لكن هناك مشهدا محددا في «كزابلانكا» الذي قد يستمتع به بعض المتفرجين للغاية بسبب تفاصيله الغامرة، بالإضافة إلى الأكشن الجنوني، هناك شيء آخر سيقدره محبو سلسلـــة «جون ويك»، ألا وهو تفاصيـــل عالمه وتقاليده، ولا يخيبنا الفصل الثالث من هذه الناحية إطلاقا، فالقوانين الغامضة والإجراءات المنهجية والتكنولوجيا القديمة تدفع السلسلة أكثر نحو الواقع الأسطوري.
بعد ذكر ما سبق، يجدر القول بأن «John Wick: Chapter 3» يضيع قليلا في بعض الأحيان لأنه منغمس للغاية بأساطيره الخاصة وبناء عالمه الفريد لدرجة أنه يجعلنا في نهاية المطاف نتساءل ما هو هدفه عندما لا يتم إنجاز قرارات رئيسية أو عندما تتم إثارة مقاطع كاملة للنقاش بعد عدة مشاهد، وهنا وقع الفصل الثالث من السلسلة في فخ الحبكة الدرامية الضعيفة أمام مشاهد الأكشن الدموية.
إلى جانب شخصية «جون ويك»، يعيد الفصل الثالث شخصيات مفضلة للمعجبين مثل رئيس فندق الكونتينينتال «وينستون» (إيان ماكشاين)، و«بوري كينغ» الفخور والبراغماتي (لورانس فيشبورم)، وبواب الكونتينينتال المخلص والحازم «شارون» (لانس ريديك)، بالإضافة إلى تقديم العديد من الشخصيات الجديدة التي تترك كل منها أثرها بطريقتها الخاصة، وأبرزها هي «صوفيا» (هالي بيري)، والتي تقدم أداء رائعا يستحق الإشادة يتميز بالكفاءة والوحشية في مشاهد الأكشن التي أدتها والتي تجمع بين الجدية وحس الفكاهة مع «ريفز».