كرّم نادي قاف للكتاب عميده الدكتور خالد زيادة، في مركز الصفدي بالتعاون مع جمعية صفدي الثقافية بحضور رئيس هيئة الإغاثة العليا اللواء الركن محمد الخير، نائب رئيس المجلس الدستوري القاضي طارق زيادة، الدكتور منذر جمال ممثلا الوزير السابق أشرف ريفي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الجنان د. هاشم الأيوبي، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، مديرة جمعية صفدي الثقافية سميرة بغدادي، رئيسة نادي قاف للكتاب د. عائشة يكن وحشد من الشخصيات الأكاديمية والاجتماعية ولفيف من عشاق الفكر والثقافة.
جاء هذا التكريم إثر جلسة نقاش وحوار حول كتاب د. زيادة “لم يعد لأوروبا ما تقدمه للعرب” وذلك ضمن جلسات القراءة العامة والحوار الشهرية التي يقيمها النادي.
في البداية رحبت رئيسة النادي الدكتور عائشة يكن بالحضور منوّهة بالدعم والتعاون اللذين لم يبخل بهما الضيف المكرّم د. خالد زيادة على النادي منذ انطلاقته، شاكرة لجمعية صفدي الثقافية احتضانها المستمر لأنشطة النادي، وداعية لأن يصبح في كل منطقة وكل حي ناد وفي كل مدرسة وميتم وحتى في كل سجن مكتبة وناد. وتمنت يكن أن تسطع شمس العرب مجدداً على أوروبا والعالم بالعلم والإيمان ودعت إلى الحوار المنفتح بين مختلف النخب المثقفة.
كلمة “جمعية صفدي الثقافية” ألقاها د. مصطفى الحلوة حيث شدّد على حرص الجمعية على التعاون والتشبيك مع المؤسسات الثقافية بالمدينة ولا سيما مع “نادي قاف للكتاب” الذي برأيه يمتاز عن معظم المنتديات الثقافية، كونه يعتمد المنحى الفكري والانحياز للفكر الحر التفاعلي، لتعزيز الفكر النقدي، للقراءة الجادة، بتقنياتها وأسسها السليمة”.
ثم افتتحت د. غادة صبيح عضو الهيئة الإدارية في النادي، الحوار مع الضيف، حيث تمّ تناول ظروف وضع الكتاب ضمن سياقه التاريخي وفق دراسة واهتمامات الكاتب من جهة وتأثراً بالحالة السياسية التي مرّت بها البلاد العربية في السنوات الأخيرة، إذ كان لا بد من التنبيه إلى الدور الكبير الذي يقع على عاتق متنوري هذه البلاد “أن المعيار لولادة فكر عربي جديد يكمن في تجاوز الأيديولوجيات المعادية للغرب والتخلي عن نظرة المؤامرة على العرب والمسلمين”.
خلال النقاش شدّد د. خالد زيادة على حاجتنا كعرب إلى أفكار تتناسب مع العصر الذي نعيش ومع المستقبل، إلى أفكار تتجاوز القومية والإسلامية ولكنها تستعيد تراث مرحلة ما بين منتصف القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين، أي مرحلة الليبرالية العربية متمثلة برواد النهضة والإصلاح، بما تعني النهضة من انفتاح على المدنية الحديثة، وما تعنيه الإصلاحية من مطابقة للإسلام مع الحقوق والقانون”.
أغنى الحضور النقاش بالملاحظات والمداخلات العديدة، حيث توقف العديد منهم عند عنوان الكتاب “المستفز” والبعض الآخر رأى أن صيغة السؤال لربما كانت هي الأفضل للتعبير الأمثل عن مضمون ورؤية الكاتب والكتاب.
في نهاية اللقاء قدمّت رئيسة “نادي قاف للكتاب” درعاً تكريمياً للدكتور زيادة الذي كان له فضل وضع قطار النادي على سكته ليواصل مسيرته ولقاءاته الأدبية الشهرية بكل نجاح.