يحمل تأهل العهد إلى نهائي غرب آسيا لبطولة كأس الإتحاد الآسيوي الكثير من الأهمية ليس فقط لكونه منح الأمل للجماهير اللبنانية بإمكانية تحقيق إنجاز آسيوي للمرة الأولى، إنما لكونه يفتح نافذة امام إعادة الكرة اللبنانية إلى السكة الصحيحة على المستوى القاري.
صحيح أن أمام العهد محطتين قبل التتويج الآسيوي لعل أصعبها بمواجهة الجزيرة الأردني في نهائي غرب آسيا قبل مواجهة بطل النصف الثاني من القارة في نهائي البطولة، إلا ان المستوى المميز الذي قدمه الفريق اللبناني في النسخة الحالية من البطولة يبعث الأمل بقدرته على تحقيق ما عجز عنه كل من النجمة والصفاء عامي 2005 و2008 حين خسرا النهائي أمام الفيصلي الأردني والمحرق البحريني على التوالي.
تأهل العهد وضع الكرة اللبنانية على طريق الحصول على مقعد في الملحق المؤهل لدوري أبطال آسيا عام 2021، بعدما صعود لبنان الى المركز الثاني عشر بين بلدان شرق وغرب ووسط وجنوب آسيا متقدماً على البحرين وعمان وبنجلاديش، وهي الخطوة الأولى لبداية طريق يبدأ بالتتويج باللقب الآسيوي وينتهي بتمثيل مشرف لكل من ممثلي الكرة اللبنانية العهد والأنصار في النسخة المقبلة.
من الواضح ان العهد بدأ يجني ثمار تفوقه على الساحة اللبنانية، ولعل تتويجه بلقب الدوري اللبناني سبع مرات في السنوات الـ12 الأخيرة وكذلك فوزه بالثنائية المحلية للعام الثاني على التوالي يؤكد بما لا يدع للشك مجالاً قدرة الفريق العهداوي على تحقيق المزيد من الإنجازات في السنوات المقبلة، لذلك فإن ما حققه في بطولة كأس الإتحاد الآسيوي لهذا العام هو نتاج طبيعي لهذا التفوق المحلي.
في الحقيقة يستحق العهد التتويج الآسيوي لهذا العام ويكفي انه خاض ثماني مباريات في دور المجموعات ونصف نهائي غرب آسيا دون اي خسارة ليكون الفريق الوحيد في منطة غرب القارة لم يذق طعم الخسارة وهذا مؤشر واضح لقدرة الفريق على تقديم كرة جماعية ومتوازنة في جميع الخطوط بدءاً من حراسة المرمى وحتى خط الهجوم.
ربما يعوّل كثيرون على ما سيقدمه العهد في مباراتيه أمام الجزيرة الاردني في نهائي غرب آسيا خاصة مع ما فعله الأخير حين حوّل خسارته امام الجيش السوري بثلاثية الى فوز بأربعة أهداف، الا ان الفريق اللبناني بات يملك مقدرة وخبرة في التعامل مع البطولة الآسيوية وهو ما سيجعله قريباً من تحقيق الانجاز الذي تتوق اليه كل جماهير كرة القدم اللبنانية على حد سواء.