أصيب الجميع بالاستغراب عندما سمعنا أن أول فيلم بوكيمون واقعي على الإطلاق لن يكون من بطولة «آش كيتشام»، بل سيكون بدلا من ذلك «المحقق بيكاتشو»، وهو محقق ذو لسان طليق يمتلك قدرة العثور على الأدلة وإدمان كبير على الكافيين، ولكن بين سلوك المحقق بيكاتشو كبوكيمون، والقصة المؤثرة للغاية، وأداء رايان رينولدز الذكي والواعي بدور الشخصية الرئيسية، من السهل أن نرى لماذا ينجح «Pokémon: Detective Pikachu» بأن يكون فيلما فعالا للغاية.
يروي الفيلم قصة «تيم» غودمان الغاضب دائما، الذي يلعب دوره مع لمسة من حس الفكاهة الساخر، جاستيس سميث، وهو فتى يافع يفضل إبقاء مسافة بينه وبين المخلوقات الرائعة التي تقطن عالمه، وفي حين قد يبدو من الغريب بالنسبة لفيلم بوكيمون أن يروي قصة شخص لا يحب البوكيمونات، إلا أن هذه الحبكة في الواقع تساعد في إظهار سبب تميز البوكيمونات في المقام الأول، فقد كان «تيم» طفلا يحب البوكيمونات لدرجة أنه كان يزين غرفته بكل ما يتعلق بها، فيجمع بطاقات البوكيمون، ويريد أن يكون مدرب بوكيمون، وبالنظر إلى عدد المشاهدين الكبير الذين يمكن لهم أن يفهموا هذا الشعور، يستخدم «Detective Pikachu» هذه القصة ليأخذ تيم (ونحن أيضا) عبر رحلة من الذكريات لمحاولة إعادة إشعال نار ذاك الحب والإدمان الذي عشناه في طفولتنا، إلا أن الطريقة التي يتعامل بها الفيلم تتحدى التوقعات بشكل كبير تجاه المحقق بيكاتشو، الذي يتعاون معه «تيم» ليحل لغز ما حل بوالده المفقود، لكن هذا ليس بيكاتشو المطيع الذي نعرفه من الأنيمي، بل إنه ناضج ومصاب بالوسواس القهري يدفع «تيم» للجنون.
ما يزعج «تيم» هو أمر مضحك للغاية بالنسبة إلينا، والعلاقة الديناميكية بين شخصيتي رينولدز وسميث هي ما ستجعلك تقع في غرامهما.
يستحضر الفيلم البوكيمونات والرحلة الأولى إلى مدينة رايم التي تعج بها مع الكثير من المشاعر التي تجمع بين الذهول والحماس والدهشة التي لم نشعر بها منذ رحلة هاري بوتر الأولى إلى هاغوورتس، وكما نعلم يعيش البوكيمون عادة في كرات الـ «Pokeballs» حيث تظل بعيدة عن الأنظار، لكن هذا الفيلم يسمح لها بأن تقطن العالم حتى نستمتع بلعب لعبة «من هو هذا البوكيمون؟» ونحن نحاول ألا نفوت أي بوكيمون يظهر في أية لقطة.
تم تصميم البوكيمونات المختلفة في هذا العالم الواقعي بأصالة مثيرة للإعجاب تجعلك تصاب بردود أفعال مختلفة، فهناك البوكيمونات اللطيفة مثل «Jigglypuff» و«Psyduck»، والعجيبة مثل «Loudred» و«Greninja»، والمثيرة للدهشة مثل«Charizard» و«Mewtwo» ثم هناك المخلوقات المزعجة المتمثلة بـ «Mr. Mime»، الذي يبدو حقيقيا بما يكفي ليشبه بشريا لكنه غريب كفاية لتعرف أنه بوكيمون يحتضنها الفيلم جميعا.
في نفس الوقت، يركز «Pokémon: Detective Pikachu» على أنهم وحوش جيب أولا وقبل كل شيء، والأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو كيف تبدو البوكيمونات كما لو أنها جزء طبيعي من العالم، سواء كان «Treecko» ملتصق بكسل بجانب نافذة أو «Ludicolo» يعمل كمحضر قهوة، ويمتد هذا الشعور إلى البوكيمونات في البرية أيضا، وفي أحد المشاهد بالتحديد نرى مجموعة من الـ «Bulbasaurs» تتجول في الغابة عندما نسمع أصوات الـ «Morelull» تطير فوقها، ما يخلق لحظة من الهدوء الجميل تشبه شيئا خارجا من فيلم للمخرج ميازاكي، هذه اللمسات الصغيرة هي ما يجعل تلك المخلوقات الكرتونية تصبح نابضة بالحياة، وقد بذل المخرج «بوب ليترمان» جهدا كبيرا مع فريق كامل من صناع تقنية الـ «CGI» في هذا الصدد.
على الرغم من أن البوكيمونات هي أكبر متعة في العمل، إلا أن القصة لا ترتقي إلى نفس المستوى من الخدع البصرية والإخراج المذهل، حيث يتبين أن الحبكة قابلة للتنبؤ بالكامل ويسهل متابعتها، لكن النقطة التي تصبح فيها الأمور معقدة هي عندما يتسارع الفيلم وصولا للخاتمة الكبيرة، ربما كان هذا الأمر متعمدا، حيث إن المشاهد الحماسية المذهلة والكثيرة تعطينا ما يكفي من الأدرينالين لننسى التطور الأخير في القصة الذي لم يكن منطقيا بالمرة، ومع ذلك يأخذ «Pokémon: Detective Pikachu» بعض الخيارات الجريئة للتفوق على توقعات حتى أكثر معجبي البوكيمون المخلصين، وهي ممتعة إلى حد كبير ما يساعد على التخفيف من حدة السلبيات.