تحمل بطولة كأس الأمم الافريقية التي تستضيفها مصر الكثير من التحديات والتي تتعدى منطق الفوز أو الخسارة بالنسبة للمنتخبات المشاركة، لتصل إلى حدود الحفاظ على هيبة الإتحاد الإفريقي لكرة القدم الغارق في المشاكل سواء الفنية وتحديداً في مسابقة دوري الأبطال أو الإدارية المتعلقة بالفساد بدءاً بإيقاف حكام وانتهاء باستجواب رئيس الكاف أحمد أحمد في فرنسا على خلفية شبهات فساد في فسخ من طرف واحد لعقد مع شركة "بوما" الألمانية للتجهيزات الرياضية، واستبداله بآخر مع شركة "تاكتيكال ستيل".
وعاشت القارة السمراء أسابيع مظلمة قبيل الحدث المنتظر على أرض الفراعنة خاصة بعد اتخاذ اللجنة التنفيذية للاتحاد الافريقي قرارا بإعادة مباراة إياب نهائي دوري الأبطال بين الترجي والوداد البيضاوي على أرض محايدة، على خلفية الاحداث التي رافقت مباراة الإياب في رادس، المغربي وانسحاب لاعبي الفريق اثر احتجاجات واسعة على التحكيم بسبب تعطل تقنية المساعدة بالفيديو وعدم احتساب هدف صحيح لمصلحة فريق الوداد.
من هنا تحمل مصر على عاتقها إظهار الصورة المشرقة لإتحاد بات غارقاً في المشاكل والفساد، وستكون البطولة الحالية لأمم افريقيا واحدة من الأحداث القادرة على إعادة النظر بتلك الصورة القاتمة والتي أفسحت في المجال أمام الكثير من الرياضيين في مختلف دول العالم لتوجيه سهام النقد للعهد الجديد برئاسة أحمد أحمد والذي يبدو انه لا يختلف كثيراً عن سلفه عيسى حياتو الذي تولى رئاسة الاتحاد لثلاثة عقود.
من الواضح ان مصر قادرة على تقديم بطولة مميزة ومبهرة من حيث الاستضافة والتنظيم وكذلك الحضور الجماهيري، لكن الأخطاء الفنية على أرض الملعب وتحديداً من جانب الحكام قد تطيح بكل الجهود الآيلة لتقديم الوجه الحقيقي للكرة الافريقية ناهيك عن محاولات كثيرة جرت في السابق لتسهيل فوز منتخب على آخر ابان عهد حياتو.
لكن كل تلك المعضلات قد لا تكون الهم الوحيد للدولة المضيفة، في ظل الخوف من "مطبات" فنية قد تبعد منتخب الفراعنة عن اللقب الثامن والأول منذ عام 2010، على الرغم من الآمال الكبيرة التي يضعها المصريون على محمد صلاح نجم نادي ليفربول الإنكليزي بطل دوري أبطال أوروبا وان كان الأخير بدا خارج الفورمة في اللقاء الأول أمام زيمبابوي.
ومع ذلك لا يبدو إيقاع صلاح هو الشغل الشاغل للمصريين هذه الايام، خاصة مع أنباء انتشرت امس عن تورط لاعبين من المنتخب المصري بالتحرش ومنهم اللاعب عمرو وردة، مما يعني ان العبء سيكون ثقيلاً على مصر من مختلف الجهات، لكن استمرار مسيرة منتخب الفراعنة في البطولة سيجعل كل الأمور الاخرى ثانوية وغير جديرة بالاهتمام، شرط تجاوز منتخبات عدة طامحة للقب وخاصة العربية منها اي المغرب والجزائر وتونس.