ورد في “عربي 21”: بات واضحا التململ الأميركي في شن عمل عسكري ضد طهران، بعد سيل التهديدات التي أطلقها ترامب ضد إيران والتلميحات باحتمالية توجيه ضربة عسكرية، التي أعلن لاحقا التراجع عنها قبل تنفيذها بـ10 دقائق، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول أسباب تململ واشنطن.
وقال ترامب، إنه ليس مستعجلا لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، لكن إسقاط طائرة من دون طيار، لم يكن متناسبا مع حجم الضربة التي كانت ستوجه إليها.
وكشف في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، أن الضربات “كان يفترض أن تستهدف 3 مواقع، وكان سيسقط فيها 15 شخصا”، وفقا للتقديرات العسكرية الأميركية.
وخلال الأسبوع الماضي خرج ترامب بتصريحات لافتة، خلال مقابلة مع مجلة “التايم” وقال، إنه سيوجه ضربة لإيران في حال امتلكت سلاحا نوويا.
وقال الرئيس الأميركي، ردا على سؤال بشأن الخطوات التي يمكن أن تقوده للحرب مع إيران: “سأذهب بالتأكيد إلى الأسلحة النووية”، وبشأن إمدادات النفط، “أشار إلى أنه “سيبقي الآخر علامة استفهام“.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قال الأحد الماضي، إنه على الرغم من أن إيران مسؤولة “بلا شك”، عن الهجمات التي استهدفت ناقلتين الأسبوع الماضي، إلا أن الولايات المتحدة لا تريد حربا مع طهران.
شكل الصراع
وحول أسباب التردد الأميركي في توجيه ضربة عسكرية، لإيران قال الخبير العسكري، العميد الركن صبحي ناظم توفيق، إن السياسة الأميركية منذ عام 1979 “لم تتغير تجاه إيران، وهي لا تخرج عن التهديدات“.
وأوضح توفيق لـ”عربي21″ أن ترامب ليس أول رئيس يهدد بتوجيه ضربة لطهران، ورغم نجاح الثورة في إيران ورفعها منذ اليوم الأول شعارات معادية لأوروبا وأميركا، ووصفها بالاستكبار العالمي والشيطان الأكبر، وغيرها من الشعارات، إلا أن أي من التهديدات لم ينفذ بمهاجمتها.
وأضاف: “في عهد كارتر عندما قبض على 100 أميركي بين دبلوماسيين وإعلاميين وموظفين، في السفارة بطهرانوأخذوا رهائن، سعت أميركا لتحريرهم بعمل عسكري، لكنها فشلت “بحكم القضاء والقدر عام 1980، بعد تحطم طائرات القوات الخاصة“.
وأشار إلى أن حادثة واحدة احتكت فيها الولايات المتحدة بطهران، وكانت قصفا لمرفأ نفطي عام 1988، إبان الحرب الإيرانية العراقية وقامت بتدميره.
ورأى أن التهديدات “تأخذ طابع الابتزاز للدول الخليجية، التي يوجد بينها وبين إيران خلافات، من أجل مزيد من مبيعات السلاح، لكن الحقيقة أن كلا الطرفين الإيراني والأميركي، مستفيدان من هذه الأجواء في مسائل داخلية“.
وبشأن كلف الحرب فيما لو شنتها واشنطن، قال توفيق: “نحن نتحدث عن مليارات الدولارات، للإعداد والتذخير وتحريك طائرات ومدمرات بحرية وقوات، فضلا عن استهداف قواعد ومعسكرات، ونقاط تمركز قوات في الخليج”.
لكنه في المقابل قال، إن الكلفة “ستكون باهظة على إيران، بحيث ستمحو أميركا بنيتها التحتية، ومرافئها العسكرية ودفاعاتها الجوية وقواعد الطيران ستدمر بالكامل، بالإضافة لتدمير ترسانتها البحرية، وتعيد الدولة لنقطة الصفر“.