أقامت بلدية الميناء إحتفالا لمناسبة توقيع وتوزيع كتابين للدكتور جان توما بعنوان “يوميات مدينة” و” وجوه بحرية” صدرا عن “جروس برس”.
حضر الإحتفال الذي اقيم في قاعة البلدية الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بمقبل ملك، النائب علي درويش، الوزير السابق رشيد درباس، الوزير السابق سامي منقارة، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، رئيس بلدية بخعون زياد جمال، رئيس بلدية النخلة الأمير جمال الأيوبي، رئيس جمعية انماء طرابلس والميناء انطوان حبيب، مديرة كلية الآداب في الجامعة اللبنانية -الفرع الثالث في طرابلس الدكتورة جاكلين أيوب منصور، مدير كلية الفنون المهندس عصام عبيد، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، رئيس مركز صلاح الدين للثقافة والإنماء العميد هاشم الأيوبي، رئيس منتدى طرابلس الشعري الدكتور شوقي ساسين، اعضاء لقاء الأحد الثقافي، رئيس الحراك المدني شفيق حيدر، القاضي نبيل صاري، الآباء غريغوريوس موسى وسمير حجار ومخاييل الدبس وموسى شاطرية،وحشد من الأدباء والكتاب والنقباء السابقين واعضاء المجلس البلدي والمخاتير ومهتمين.
علم الدين
بداية، النشيد الوطني ثم ألقى رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين كلمة قال فيها: “اننا في بلدية الميناء مهما إختلفت الآراء وتعددت المواقف تجمعنا محبة الميناء وخدمة أهلها حيث تسقط امام مشاريع الميناء وتحقيقها كل التحفظات او الإنتقادات، ومجلس بلدية الميناء بتكافله وتضامنه إستطاع ان يمتن العلاقة مع المؤسسات المحلية والعربية والعالمية بالتعاون مع المسؤولين محبي الميناء، وتظهر نتائج هذا التعاون في المشروع الضخم الذي بدأناه على الكورنيش البحري الذي سيقدم واجهة بحرية حضارية تساهم في دعم السياحة المحلية وفق نظام مدروس حيث يراعي هذا النظام البيئة اولا وتوجيه الزائرين إلى زيارة الأسواق القديمة لإنعاش حركتها الإقتصادية والعمرانية.
أضاف: “هذا اللقاء يأتي نتيجة تلاقي الإرادات الخيرة التي تحب الميناء وتعمل على رفع شأن المدينة لتبقى على الخريطة الفكرية والثقافية والسياحية، وهذان الكتابان لإبن الميناء جان توما يشهدا على عظمة الميناء بتاريخها ونسيجها الأهلي، هذه هي الميناء منذ 300 سنة وأكثر وفيهما حياة الميناء البحري بأشخاصه وأحداثه بأفراحهم وأحزانهم بكل الذين عاشوا هنا وسكنوا هنا وشهاداتهم في محبة الميناء كبيرة”.
درباس
ثم تحدث درباس فتناول تاريخ الميناء وقال: “انها المدينة التي عقدت مع البحر صدافة فكانت البيوت تستضيف في باحتها الزبد والصدفات التي توشوش اهل الدار باسرار المحبة، وكانت الأمهات تعهد بأولادهن إلى أحضان الموجات الأمينة أثناء قيامهن بالأعمال المنزلية ولكن العصرنة فرقت بين المحبين وإمتد الكورنيش حائلا بين المالح والمليحة، وإكتظ بالسيارات ذات الأبواق وبقيت الميناء مقصد المتنزهين رغم انه لم تقم فيها حتى الآن الأماكن السياحية التي تطالب بها الجزر المر صودة بالنخيل وأحداق العيون.
وتابع: “مدينة لم تعرف التعصب فلطالما صدح الأذان على إيقاع الأجراس، ولم تميز بين فقير وميسور فأهلها جميعهم أبناء التسعة أشهر يتخاطبون بغير ألقاب ويتعاملون على قدم مساواة، وصيادوها أمنوا على زوارقهم بعد إنشاء مرفأ لهم ولم يغيروا عاداتهم فهم بعد ان يبيعوا ما جاد البحر به عليهم يملأون المقاهي الشعبية وقد شغلت ايديهم بشباكهم وصنانيرهم، وإنشغل إنتباههم بعنتر بن شداد يحكي سيرته راوية إنقرضت سلالته منذ زمن قريب”.
وتابع: “جان توما بيدر في صيف دائم نقاده خبراء سنابل وأهل ضلاعة في علم التربة وأساليب الري وهذا ما يجعلني في حيرة إذ يعتري أسلوبي الحذر خشية مضاهاته بما كتب فيه شفيق حيدر ومصطفى الحلوة وفيما تشده ذكريات السطور إلى السباحة في الماضي على إيقاع موج أمين”.
ونوه بـ “ذاكرة المؤلف وطريقته الجديدة لكتابة سيرة مدينة لا بالحديث عن أعلامها ووجهائها فقط بل بإيلاء الجزء الأكبر من الكتابين للبسطاء الذين ما دار في خلدهم يوما انهم سيكونون ابطالا في كتاب. وقد لفتني عند جان إهتمامه بشخصيات جاءت إلى الميناء بحكم وظائفها وبقيت فيها، كما اولى عناية لمن كانت لهم ادوار تربوية .لقد اعجبت جدا بهذا الإسلوب الفريد الذي حافظ على رقته وشاعريته في سرد يمتد لسان السخرية اللطيفة من بين سطوره بين الفينة والفينة، وأعجبتني براعة الكاتب وهو يتنقل بالقارىء في منعطفات تطور الميناء الديموغرافي والجغرافي من خلال رسم الشخصيات”.
توما
وألقى المؤلف الدكتور جان توما كلمة قال فيها: من هذا العالم الورقي والرقمي أتى مجلس بلدية الميناء مشكورا يسهم في تدوين التراث الميناوي لحفظه وأرشفته. لعلها الخطوة الأولى في مشروع بلدي يقوم على إنشاء “مجلس امناء التراث في الميناء” مركزه قصر الميناء البلدي حيث تقوم لجنة من المختصين بتجميع ما نشر وكتب عن الميناء من كتب ومقالات وتأليف لأبنائه في مختلف الأزمنة،وفي اصقاع العالم وباللغات المتنوعة شهادة للأجيال القادمة وتأمينا لمادة موثقة للدارسين والباحثين”.
توقيع
أعقب ذلك توزيع الكتابين وتوقيعهما من قبل المؤلف.