ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أشار فيها إلى “أن البلد أمام أزمات مالية واقتصادية كبيرة، ولكن الأخطر من هذه وتلك، أزمة الأخلاق السياسية التي لم تعد مبررة على الإطلاق، مهما كانت المضامين التي تظهرها أو تبطنها، فالبلد ينهار، وهناك من يتحدث في التعيينات وكيفية تقاسمها، خلافا لكل ما يقول، ويرفع من شعارات تدعو إلى مكافحة الفساد ووقف الهدر وإحداث نقلات نوعية في الإصلاح، ولكن للأسف ليس على قاعدة الكفاءة والأهلية، إنما هي على أساس الحصص السياسية والكنتونات الطائفية، ما يعني أن “حليمة على عادتها القديمة”، لم ولن تتغير، في ظل ذهنية التخلف والتعصب، وسيبقى مبدأ الزبائنية والمحسوبية قائما، حتى ولو انهارت الدولة وسقطت المؤسسات”.
ونبه إلى أن “هذا النمط من الفكر السياسي العقيم لن ينقذ البلد، ولن يصلح العطار ما أفسدته السياسة، وما نعيشه من مشاحنات ومناكفات، خير دليل على أن هذه الطبقة السياسية ليس لديها النوايا، ولا الرؤى من أجل قيام دولة، كونها تعودت على السياسية المافياوية، ولن ترقى بفكرها ومسؤولياتها إلى مستوى العمل السياسي الشفاف والدستوري والقانوني الذي يؤسس لبناء دولة تكون في خدمة ناسها، وتسهر على تأمين حياتهم الكريمة، لا تفرق بينهم، ولا تصنف مناطقهم، ولا تتعامل معهم على أساس أنهم رعايا وفي خدمتها وخدمة مصالح أهل السلطة”.
وأكد المفتي قبلان “أن ما يجري في المنطقة وما تمر به من ظروف متوترة ومشحونة في ظل سياسة أميركية متعجرفة وظالمة ومستبدة، بهدف تركيع الجمهورية الإسلامية، وفرض هيمنتها على المنطقة، وعلى شعوبها وخيراتها ومقدراتها، وتمهيدا لإمرار صفقة القرن، وإنهاء ما يسمى بالقضية الفلسطينية، يجب أن يدفع القيادات الإسلامية والعربية إلى المزيد من الحذر والتنبّه، وإلى اتخاذ كل الاحتياطات والإجراءات لإفشال المشروع الأميركي الصهيوني الخطير، بقراءات معمقة وطرق التفاف محكمة، وبوعي إسلامي وعربي معززا بحوار إيراني سعودي، وبمصالحة تؤدي إلى سحب البساط من تحت أرجل الديناصور الأميركي، الذي يريد إشعال المنطقة، وإلحاق دول الخليج بغيرها من الدول العربية التي سبقتها إلى التسيّب والفوضى، فحذار من الحسابات الخاطئة والوقوع في الهاوية”.