سيناريوهات الرد الأميركي على إيران... ودور حزب الله المتوقع
2019-06-21 10:16:18
تتسارع التطورات في المنطقة ويرتفع منسوب القلق مع التصعيد الميداني الأوّل من نوعه منذ تصاعد حدّة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، بإعلان الحرس الثوري الإيراني، الخميس، إسقاط طائرة تجسس أميركية مسيّرة لدى اختراقها المجال الجوي لإيران، وتأكيد الأمين الأعلى لمجلس الأمن القومي علي شمخاني أن أجواء إيران خط أحمر ولا فرق لديها بأن الطائرة تتبع لهذا البلد أو ذاك. وما يزيد من التوتر والقلق أن يؤدي هذا المسار الاستفزازي المتواصل في منطقة الخليج من جانب إيران إلى تصعيد عسكري محدود يقود إلى حرب مدمّرة، يُدخل المنطقة في أتون حرب يُعرف كيف تبدأ ولا يُعرف كيف تنتهي.ولم يستبعد مدير معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية والاقتصادية، الدكتور سامي نادر، لـ"العربية.نت" "أن تردّ أميركا على إسقاط الطائرة بعمل عسكري محدود، مع العلم أن الضغط الاقتصادي الكبير الذي يمارسه على إيران أقوى بكثير من أي ضربة عسكرية"، مؤكداً "أن المنطقة في مسار تصعيدي، لكن كل فريق يحسب جيداً أي خطوة يُقدم عليها".وتحدّث نادر عن عوامل عدّة تمنع المواجهة العسكرية الكبرى، أوّلها أن الطرفين الأميركي والإيراني يؤكدان مع كل تصعيد عدم رغبتهما بخوض حرب مفتوحة الأفق، لأن كليهما لا يستطيعان تحمّل تداعياتها.وأكد أن "الأمور ذاهبة نحو التفاوض على رغم أن الإيرانيين يحاولون شراء الوقت إلى تشرين الثاني 2020 علّهم يفاوضون رئيساً آخر غير الرئيس ترمب".وتأتي حادثة إسقاط الطائرة الأميركية في وقت شهدت خلاله منطقة الخليج في أقل من أسبوع 6 "تحرّشات" من الجانب الإيراني طالت ناقلات نفط ومرافق حيوية في السعودية، منها مطار أبها.واعتبر الدكتور نادر "أن مغالاة الرهان على عدم توجيه الولايات المتحدة ضربة موجعة ضد إيران سيكون خطأ كبيراً من جانب طهران، لأن الرئيس ترمب قد يلجأ إلى ضربة محدودة على قياس الاستفزاز الذي تعرّضت له واشنطن".وبدأت تُطرح تساؤلات عن "بنك الأهداف" الذي ستستهدفه الضربة الأميركية، إما قواعد عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني داخل إيران أو خارجها.ومع بروز نذر حرب في الأفق بين واشنطن وطهران، تتزايد المخاوف من لجوء إيران إلى الجناح العسكري التابع لها والمتمثل في "حزب الله".وتكشف المعلومات في بيروت أن رسائل أميركية واضحة نُقلت إلى المسؤولين عبر مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، خلال زيارته الأخيرة من أجل العمل على وساطة أميركية لمعالجة النزاع الحدودي البري والبحري بين بيروت وتل أبيب، بضرورة تحييد لبنان عن التصعيد في المنطقة، وأن أي مغامرة يُقدم عليها "حزب الله" في هذا المجال دعماً لإيران سيُكلّف الحزب ومعه لبنان غالياً، علماً أن أمين عام حزب الله حسن نصرالله أعلن في أكثر من مناسبة أن الحزب سيكون إلى جانب إيران في حال تعرّضت لهجوم عسكري، و"أننا سنكون حيث يجب أن نكون"، بحسب تعبيره.
وكالات