تسعى جزيرة سوماروي النرويجية إلى التحرر من الوقت والزمن وتحرير سكانها من “طغيان الساعة” وإعلان أنها أول جزيرة “حرة زمنيا”.
ويقول القائم على حملة إلغاء الوقت في الجزيرة كيل أوف فيدينغ “في كل أنحاء العالم، يتعرض الناس لأمراض مثل الضغط والاكتئاب”، وفقا لما ذكرته صحيفة “غارديان” البريطانية.
وقال فيدينغ، في تصريح لتلفزيون “إن آر كاي” النرويجي “في كثير من الحالات، يمكن ربط هذه الأمراض بالشعور بالسقوط في شرك الساعة.. سنكون منطقة حرة زمنيا حيث يمكن لأي شخص أن يعيش حياته بأقصى حد.. فهدفنا توفير المرونة المطلقة على مدار الساعة وخلال أيام الأسبوع، أي 7/24.. فإذا كنت ترغب في قص الأعشاب في الرابعة صباحا يمكنك أن تفعل ذلك”.
يشار إلى أن الجزيرة سوماروي تقع غربي مدينة ترومسو النرويجية في المنطقة الواقعة في نطاق الدائرة القطبية الشمالية.
ويعرف عن هذه الجزيرة، التي تقع غربي النرويج وتشتهر بالصيد، أنها مقصد للسياح بسبب رمالها البيضاء.
وكان سكان سوماروي طلبوا مرارا بإلغاء التوقيت والسماح للسكان بالقيام بما يحلو لهم في أي وقت، على الرغم من أن الأطفال سيلتزمون بالذهاب إلى المدارس في الوقت المحدد صباحا.
والمعروف عن الجزيرة أنها تقبع في الظلام خلال 3 شهور هي تشرين الثاني وكانون الاول وكانون الثاني، فيما تشرق الشمس في 18 ايار ولا تغيب إلا في 26 تموز، أي أن الشمس تظل مشرقة فيها طوال 3 شهور.
وقال مسؤولو السياحة النرويجيون إنهم يعتقدون أن هدف حملة إلغاء الوقت عبارة عن خطة ذكية لجلب السياح في الصيف، في المقابل رحب أستاذ علم النفس في جامعة العلوم والتكنولوجيا في تروندهايم ترولس إيغيل بالفكرة وقال “إنها مفهوم مثير للغاية”.
وأضاف: “قبل ذلك (قبل نحو قرنين) كان المرء يظل يعمل طالما كان ذلك ضروريا وإلى أن ينجز عمله”.
وأشار إلى أن الإنسان في المجتمعات المعاصرة يخضع لسلطة الوقت والساعة منذ لحظة الصحو، وحتى عودته للنوم ثانية.
من جهتهم، رحب السياح والزوار للجزيرة بهذه الفكرة، وتحمسوا لها بشكل كبير، بحيث أن بعضهم ترك ساعته وتخلى عنها طوال فترة إقامته في الجزيرة.