كتبت ساسيليا دومط في صحيفة “الجمهورية”:
“إختفت تلك اللمعة من عينيها، حتى إنها لم تعد تنظر إليّ مباشرة منذ أسبوعين، بعدما أخبرتُها بأنَّ زواجنا سوف يتأجّل سنةً أخرى لأسباب مادية»، قال فادي عن خطيبته التي ارتبط بها منذ خمسة أعوام.
هل للعيون فعلاً لغة خاصة بها؟ ما مدى صدقها؟ علامَ تدلّ؟ وهل يمكن التحكم بها لتواصل أفضل؟
العيون مرآة الروح، فنستطيع من خلالها أن نعرف شعور الآخر، وأن نفهم أفكاره ومخاوفه. حتى إنها تظهر لنا بعضاً من ملامح شخصيته وما انطبع فيها من تجارب؛ العيون هي النافذة التي نطل بها على الآخر، فنرى أحياناً أموراً لا يريد البوح بها.
تعبّر العيون عن الحب بين المتحابَين، وعن العتب بينهما أحياناً. ولكلّ منّا حوار خاص مع حبيبه، ومع أفراد العائلة والمقربين، من دون التفوّه بأيّ كلمة.
فالعيون أهم مدلولات لغة الجسد. عندما نريد أن نظهر عتباً أو لوماً للحبيب، لا ننظر في عينيه مباشرة، بل نحاول حرمانه من الحب الذي يظهر في أعيننا، إذ لذلك مفعول مخدِّر عليه ويعطيه إحساساً يشبه النشوة.
نحاول أحياناً إخفاء فرحنا وسرورنا برؤية شخص ما، وإعجابنا وحبنا له، غير مدركين أنّ اللمعة في عيوننا تفضح خفايا قلبنا. ويظهر ذلك في حجم بؤبؤ العين الذي يتّسع عند الحب والشعور بالفرح والسعادة، وعند الدهشة والمفاجأة.
ينظر بعض الأشخاص إلى الأسفل عندما يتواجدون في المجتمع، ما قد يدل على الخجل أو ضعف الثقة بالنفس، كما قد يشير إلى موقف مذلّ تعرضوا له، أو عدم تقدير الذات والشعور بأنّ الآخرين هم أكثر أهمية ونجاحاً وجمالاً منهم…
وحذار ممّن يرفّ جفنيه أكثر من ست مرات في الدقيقة، فقد يكون كاذباً، ويعبر لا تلقائياً عن قلقه وارتباكه، كما قد يشير إلى الخوف والشعور بالخطر.
من جهة، تحاول ريتا لفت نظر زميلها في العمل، إلّا أنها لاحظت بأنه عند بدء الحديث معه، يتلفت يميناً ويساراً، وينظر إليها لوقت طويل من دون أن يرف له جفن، ما يعني الشرود وعدم الإهتمام بها، بالإضافة إلى إظهار الملل والضجر، وعدم الرغبة بالتواصل معها.